قال سفير السعودية في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز إن على الولايات المتحدة وبريطانيا أو أيِّ حكومةٍ أجنبية ألا تتدخّل عسكرياً في العراق، محذراً من أيِّ تدخُّل أجنبي لأنه سيشعل المنطقة ويعمّق الانقسامات في العراق.
وأكد" نحن نرفض أيَّ تدخُّلٍ أجنبي في العراق سواء من أمريكا أو بريطانيا أو حتى من السعودية أو من أيِّ دولةٍ؛ لأن ما يحدث في العراق هو شأنٌ داخلي عراقي".
وحذّر قائلاً: أي حكومة ستتدخّل في العراق تخاطر بتصعيد الوضع فيه، وإيجاد مزيدٍ من عدم الثقة والانقسام بين السنة والشيعة.. داعيا العراقيين كافةً بكل توجّهاتهم، إلى التوحّد؛ مستشهداً بتصريحات مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف التي قال فيها "الحياة في العراق مهدّدة, لكن الوضع يشكل خطراً جدياً على المنطقة"، مضيفاً ومتسائلاً -والحديث للأمير محمد - هذه منطقتنا ونحن جيرانهم .. فماذا يمكننا أن نفعل؟
وانتقد السفير بشدة دعوة وزير الخارجية العراقي للولايات المتحدة، بتوجيه ضرباتٍ جوية للمسلحين و"داعش"،. قائلاً: هذه الدعوة تتجاوز فهمنا، مضيفاً : سيكون هناك الكثير من الضحايا الأبرياء من العراقيين المحاصرين والمرعوبين, ووصف طلب العراق من أوباما تنفيذ الضربات الجوية بـ "الجنون".
وأضاف الأمير محمد بن نواف، في مقالٍ له في صحيفة "تيلغراف" البريطانية، "إن سياسة المملكة العربية السعودية قائمة على ركائز عدة: السلام والأمن والاستقرار لبلدنا وللمنطقة ولعموم الشباب العربي سنةً أو شيعةً نساءً ورجالاً.. هذه هي سياستنا القائمة في المنطقة والمؤمنون بها".
وبين" لقد عانى الشعب العراقي أشد المعاناة والويلات من الحروب المتعاقبة عليه؛ الأمر الذي أسهم في أن يعيش معظم العراقيين وسط أزماتٍ مدمّرة عصفت ببلدهم".
ودعاء الأمير إلى تشكيل حكومة وفاقٍ وطني في العراق, ووجّه انتقادات حادة للمالكي وفشله في إدارة العراق وحمّله مسؤولية ما آلت إليه الأمور في العراق, ووصف دعوة زيباري لأمريكا بتوجيه ضرباتٍ عسكريةٍ في العراق بأنها "جنون".
وأشار إلى أن الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه، مثل كل شعوب العالم، ينتظر من حكومته توفير الأمن والسلام لهم.. لكن الحكومة في العرق فشلت فشلاً كبيراً في تحقيق هذا الهدف.
وأضاف: لقد انتابنا القلق من الادّعاءات التي افتعلها المالكي في العراق وتبناها بعض المعلقين الغربيين، وهي أن المملكة العربية السعودية تدعم في بعض الأوجه تنظيم الدولة العراقية في العراق والشام.. مفنداً هذه الادّعاءات قائلاً: المملكة العربية السعودية ترغب في رؤية جميع شبكات "القاعدة" والدولة الإسلامية في العراق والشام الموجودة في العراق أن تُهزم وتُدمّر.
وقال: المملكة العربية السعودية لا توفر الدعم سواء معنوياً أو مادياً لـ "داعش" أو أيّ شبكاتٍ إرهابية.. أي ادعاءاتٍ على عكس ذلك هي باطلة وخبيثة.
واستطرد قائلاً: فقط في الشهر الماضي أحبطت السعودية مخططاً إرهابياً لتنظيم الدولة في العراق والشام يهدف لاغتيال مسؤولين وعلماء دين في السعودية.