أحدث الأخبار
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد

تهديد إيران وتهديد جحا

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 26-02-2017


خرج جحا ذات يوم من المسجد، ولم يجد حذاءه، فوقف يصرخ أمام المسجد، وبدأ يهدد الناس بصوت عالٍ، وقال: «أقسم بالله إن لم تحضروا لي حذائي فسوف أفعل كما فعل أبي». فتجمع الناس حوله مندهشين، وسألوه: «ماذا فعل أبوك؟»، فقال مهددا: «أحضروا لي حذائي أولا وإلا أفعل كما فعل أبي». فخاف الناس منه، وأحضروا له حذاء جديدا، ثم سألوه: «قل لنا ماذا فعل أبوك؟» وأجاب جحا قائلا: «ذهب إلى البيت حافيا».
لما قرأت تهديد الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، تذكرت هذه الطرفة. وكان قاسمي، في رده على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، قال: إن «لصبر إيران حدودا إزاء الاتهامات التركية»، مضيفاً أن «إيران لا ترغب بوجود تصريحات كهذه، وهي ستواصل صبرها على مثل هذه المهاترات».
ماذا قال تشاوش أوغلو كي يُغضب الإيرانيين؟ قال في كلمته بندوة «الأزمات القديمة والشرق الأوسط الجديد» على هامش المؤتمر الــ53 للأمن، الذي انعقد قبل عشرة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الأمن والاستقرار، واتهم طهران بالسعي وراء نشر التشيع في سوريا والعراق. وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ذكر قبل ذلك، في محاضرة ألقاها في المنامة خلال زيارته للعاصمة البحرينية، أن العنصرية الفارسية التي تستغل الطائفية تحاول تقسيم العراق وسوريا، في إشارة إلى سياسة إيران التخريبية في المنطقة، ودعا إلى التصدي لها.
ما قاله أردوغان في المنامة وما قاله تشاوش أوغلو في ميونخ، عين الحقيقة، لأن سياسة إيران التي توظِّف الطائفية بأبشع صورها، لتوسع نفوذها في المنطقة، واضحة كوضوح الشمس، ويعرفها القاصي والداني. وما المشلكة في الإشارة إلى هذه الحقيقة التي تشعل النيران، وتثير الفتن الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، والتحذير منها؟ بل يمكن القول إن المسؤولين الأتراك تأخروا كثيرا في الصدح بكلمة الحق في وجه ملالي ولاية الفقيه.
إن كان لصبر إيران حدود، فهل تظن طهران أن صبر تركيا ودول المنطقة التي تعاني من أذى الملالي بلا حدود أو أنها عاجزة عن الرد على التهديد الإيراني؟ إن كان كذلك فهي واهمة.
إيران تهدد إسرائيل منذ قيام الثورة الخمينية، وتتوعد الكيان الصهيوني بالإزالة من الخريطة، كما تهدد الولايات المتحدة وغيرها من الدول. تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يوزعون التهديدات الفارغة يمينا وشمالا معروفة. ولذلك، لم يأت الناطق باسم الخارجية الإيرانية، حين هدد تركيا، بشيء جديد.
ثم ماذا ستفعل إيران إن انتهى صبرها؟ وما الذي لم تفعله حتى اليوم؟ هل ستحاول إثارة القلاقل والفوضى أم ستحرِّك خلاياها النائمة وميليشياتها الطائفية لتقوم بهجمات إرهابية؟ على ماذا تقدر غير ذلك؟ هل ستعلن حربا على تركيا؟ هي أجبن من أن تفعل شيئا كهذا وعلى قدر من الذكاء يكفيها لتدرك جيدا أن هناك خطوطا تجاوزها يعني نهايتها.
في زمن جحا، خاف الناس من تهديده وأحضروا له حذاء جديدا، لأنهم لم يكونوا يعرفون ماذا فعل أبوه. ولكن تهديد الجحا الإيراني لا يخوِّفنا اليوم على الإطلاق، لأننا نعرفه، ونعرف ماذا فعل أبوه.;