أحدث الأخبار
  • 09:05 . تونس.. جلسة حاسمة بالبرلمان لتعديل قانون الانتخابات المثير للجدل... المزيد
  • 08:58 . طحنون بن زايد يبحث مع "ماسك" و"بيزوس" التعاون في التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 08:57 . جيش الاحتلال يقصف مقر قيادة "حزب الله" بضواحي بيروت... المزيد
  • 08:57 . بسبب لافتة نازية.. منع جماهير برشلونة من حضور المباراة الأوروبية المقبلة... المزيد
  • 03:46 . في بيان مشترك.. وزراء خارجية دول الخليج وأمريكا يؤكدون دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة... المزيد
  • 03:45 . رئيس الدولة يلتقي ترامب ويبحثان "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين... المزيد
  • 03:44 . السعودية تعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"... المزيد
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تتفق مع الولايات المتحدة على إدراجها ضمن "برنامج الدخول العالمي"... المزيد
  • 10:23 . مسؤول عسكري: الجنود الأربعة سقطوا خلال نقل ذخائر... المزيد
  • 09:16 . الجيش السوداني يسيطر على مناطق مهمة وسط الخرطوم... المزيد
  • 09:05 . وزير الدفاع الأمريكي: الحرب الشاملة ستكون مدمّرة لـ"إسرائيل" ولبنان... المزيد

تجربة قارئ أعمى وعظيم!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-03-2017

بين يدي هذه الأيام كتاب ممتع، جدير بالقراءة والتفكر، يحكي فيه مؤلفه ألبرتو مانغويل، تجربته مع شاعر الأرجنتين الكبير بورخيس، هذا الكاتب والشاعر الذي ولد في العام 1899 وأصبح من أبرز كتاب عصره ونال جائزة نوبل، وفقد بصره في نهاية أعوامه الخمسين وظل ينتج أدباً رفيع المستوى وهو أعمى حتى وفاته عام 1986، لهذا الشاعر مع العمى والأدب والقراءة تاريخ عميق وعلاقة قل أن تحظى بتوقفنا، مع أنها جديرة بأن تكون درساً إنسانياً وثقافياً شاهقاً لأولئك الذين يطلب منهم تعليم طلابهم وأبنائهم شيئاً عن أهمية القراءة والثقافة في حياة الإنسان والمجتمع!

يقول ألبرتو مانغويل، كنت شاباً يعيش طيش المراهقة واعتداد السنوات الفائرة في تلك الفترة التي كان فيها بورخيس يفقد بصره تدريجياً قبل أن يقتحم دنيا الظلام اللا نهائي، دخل علينا في المكتبة التي كنت أعمل فيها وبادرني بثقة واضحة قائلاً : «هل يهمك أن تقرأ بصوت مسموع على بورخيس ساعتين في اليوم وبأجر مدفوع؟»، ولم يكن بورخيس يعني لي كثيراً في ذلك العمر، قبلت دون أي شعور بخطورة وأهمية ما أنا مقدم عليه، وهل هناك أهم من الجلوس والقراءة لرجل اسمه بورخيس في ذلك الزمان!

لقد آمن بورخيس بأنه سيكون كاتباً عظيماً منذ طفولته في بريطانيا هو الأرجنتيي الذي تتصل جذوره من جهة الأم بالإنجليز، ولذلك ارتبط بالكتب طوال عمره، صار شاعر الأرجنتين الأشهر وكاتبها العبقري والرجل الذي تطلبه كبريات الجامعات، ألف وكتب ونال الجائزة الأدبية الأرفع، وحين ابتلي بالعمى كحال جده ووالده، ذهب ساعياً للكتاب واستأجر من يقرأ له في شقته!

من تجربة القراءة لبورخيس أصبح مانغويل أشهر كاتب متخصص في الكتابة عن القراءة والكتب والمكتبات، ومن تجربة القراءة أصبحنا أمة ذات شأن ولانزال حتى اليوم نقرن تاريخنا بهوية القراءة فنقول نحن أمة اقرأ!

الذين تساءلوا عن سبب إطلاق الشيخ محمد بن راشد لمبادرة القراءة وعن الفائدة التي ستجنيها الإمارات منها، فاتهم أن القراءة ليست مجرد مبادرة وأنها ليست تجارة، فاتهم أن الحياة كتاب عظيم كل يكتبه بحسب همته وأحلامه وقدراته، فاتهم أن القراءة مشروع قادر على إعادتنا كأمة إلى مجرى تيار الحضارة، بعد أن ألقت بنا الأحداث والهزائم جانباً، فاتهم أننا لن نعود إلى حلبة الحياة كفاعلين لا متفرجين إلا إذا صار الكتاب محور ارتكاز في حياتنا، بخلاف ذلك سنظل بلا قيمة في مسيرة الحضارة وفي نظر أنفسنا وموازين الآخرين!