أحدث الأخبار
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 11:42 . منتخبنا الوطني يخسر أمام كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية للشباب... المزيد
  • 11:32 . رئيس وزراء الصومال يتهم إثيوبيا بالقيام بتصرفات “تنتهك” سيادة بلاده... المزيد
  • 11:32 . مستشار خامنئي: "إسرائيل" تتجاوز الخطوط الحمراء لطهران... المزيد
  • 11:13 . محللون: حزب الله يفكر في المستقبل بعد استهداف مركز قيادته ببيروت... المزيد
  • 10:44 . موديز تخفض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" درجتين... المزيد
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد

إيران وكذبة الحوار

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 10-03-2017


لافتة هي اللهجة التي تتحدث بها الصحافة الإيرانية هذه الأيام، مقارنة بأسلوب الهجوم الذي كانت تتبعه نحو العرب منذ قيام ثورة الخميني! إنها تنتقل من الهجوم والتحامل إلى المهادنة والمطالبة بضرورة الحوار والتعاون والتقارب مع العرب، وعلى الأخص منهم دول الجوار الخليجي، خاصة بعد أن شهدت المنطقة تغيرات سياسية عديدة.

وحسب مجموعة خبراء مختصين استضافتهم الصحافة الإيرانية مؤخراً للحديث عن الحوار مع العرب، والذين تركز حديثهم على العوامل والمقومات المشتركة للتقارب الإيراني العربي، فإن هذه العوامل والمقومات كثيرة، لا سيما في الجوانب الدينية والتاريخية والجغرافية، كما أنها قديمة وتعود إلى أكثر من ثلاثة عشر قرناً.

والسؤال هنا هو: هل نحن أمام خدعة إيرانية جديدة، أم سياسة استراتيجية مغايرة؟ أم أننا أمام كذبة كبرى؟

لقد تعودنا من القادة الإيرانيين إطلاق مثل تلك العبارات والتصريحات القائلة بأن إيران دولة محبة للسلام والتعايش، وأنهم كقادة يبحثون عن الأمن والاستقرار وحسن الجوار، وأنهم يريدون تحسين العلاقات العربية الإيرانية! وهذا ما يتكرر على اللسان، لكن ما نراه ونشاهده على أرض الواقع شيء آخر، فالذين يعرفون السياسة الإيرانية ويحللون سلوكها يدركون ما تتسم به من «تقية»، لجعل الآخرين يطمئنون إليها، ثم تفعل ما يخدم مخططاتها وأهدافها ومشاريعها التوسعية، وتوعز لميليشياتها في المنطقة بالتحرك! إنه منهج: فاوضهم وصافحهم وقل لهم على مائدة اللقاءات إنك أنت الجار الصدوق، لكن واصل تمويل وتسليح ميليشياتك تحت مسميات مختلفة، لممارسة القتل والتدمير، وعندما تظهر الحقيقة للعيان حاول التهرب من الموضوع أو نفيه كلياً! هذا بالضبط ما تفعله إيران مع جيرانها.

إيران تعمل بكل الوسائل على تخريب العلاقة بينها وبين دول الجوار، وهي تتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وينص دستورها صراحةً على تصدير الثورة لتحقيق «الحكومة العالمية العادلة»، كما أن برامجها التعليمية لا زالت تمارس أكبر عملية تشويه منظم للحقائق الخاصة بالعرب، حيث يتخرج الطالب الإيراني مشحوناً ضد كل ما له علاقة بالعرب.

والخطاب السياسي الإيراني واضح، فهو يقول صراحة إن إيران دولة استعمارية تريد الهيمنة على المنطقة العربية، وهذا ما قاله حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق: «إيران تسيطر بالفعل على أربع عواصم عربية، والثورة الإيرانية لا تعرف الحدود، وهي لكل الشيعة».

وهو أيضاً ما قاله يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري لمرشد الثورة الإيرانية: «حدود إيران الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط في الجنوب اللبناني».

وما يقلقنا كعرب هو أن إيران لم تغير نهجها وسلوكها المستمر منذ عقود، مستلهمة تاريخ العداء الصفوي بكل تراكماته، وهي تواصل اندفاعها لتحقيق تفوق قومي فارسي ينتقص من الآخر. إنها تعيش هاجس الحروب الصفوية القديمة ودوافعها. وما عدوانها، وحليفها الإرهابي «حزب الله»، على الشعب السوري إلا جزء من هذا السيناريو الذي جعل العرب يشعرون بمرارة راسخة تجاه جار لم يراع حرمة الجوار والدين والتاريخ والمصالح المشتركة.

لم تثبت إيران حسن النوايا حتى في سياستها «الإصلاحية» التي قيل إنها قد تزيل رواسب العقل السياسي الإيراني المتعالي، بل دائماً ما تدفع الأمور في المنطقة نحو التوتر والاضطراب وعدم الاستقرار.

وإيران بذلك المنهج تتشابه تماماً مع ما تقوم به القوى المعادية للأمة العربية، وعلى رأسها إسرائيل، فهي أيضاً تحتل أراضي عربية (جزر الإمارات الثلاث)، ولديها مخططات توسعية ونزعات استعمارية واضحة.