قالت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي (مرجعية إسلامية)، الذي يتزعمه عبد الإله ابن كيران، الذي أعفاه الملك محمد السادس من تشكيل الحكومة، إن "الأمين العام رئيس الحكومة لا يتحمل بأي وجه من الأوجه مسؤولية التأخر في تشيكلها".
و أشارت الأمانة في بيان رسمي اعتبره مراقبون أنه يعيد الكرة في ملعب الملك بعد أن حاول تحميل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة لـ"بنكيران"، إلى أن مسؤولية عدم تشكيل الحكومة تتحمّلها "الاشتراطات المتلاحقة خلال المراحل المختلفة من المشاورات من قبل أطراف حزبية أخرى، مما جعل تشكيل حكومة تتوافر فيها مواصفات القوة والانسجام والفاعلية، كما ورد في الخطاب الملكي الموجّه من داكار متعذرًا"، وذلك في اتهام غير مباشر من الحزب إلى رئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش بعرقلة تشكيل الحكومة، بعد تشبثه بمشاركة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فيها ضدًا من رغبة رئيسها المكلف.
واعتبرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في البيان المفصل لاجتماعها الاستثنائي، أن "مثل تلك الاشتراطات هي التي ستجعل تشكيلها – في حالة استمرارها - متعذرًا أيًا كان رئيس الحكومة المعيّن"، وذلك في رسالة واضحة من الحزب إلى الجهات المعنية بالمشاورات بأنه لن يتراجع عن الشروط التي كانت سببًا في إعفاء ابن كيران من مهمته.
و أضاف البيان أن "الأمانة العامة تجدد بالمناسبة تأكيدها على أن المشاورات المقبلة وجب أن تراعي المقتضيات الدستورية والاختيار الديمقراطي والإرادة الشعبية المعبّر عنها من خلال الانتخابات التشريعية، وأن تحظى الحكومة المنبثقة منها بثقة ودعم جلالة الملك".
وأكد بيان الأمانة العامة إن الحزب "سيظل دومًا وفيًا لاعتبارات المصلحة الوطنية العليا وحريصًا على تعزيز الاختيار الديمقراطي، وتغليب منطق التوافق في نطاق ما لا يمسّ بثوابت البلاد ومقوماتها الأساسية"، مفضلة إمساك العصا من الوسط من دون إفراط أو تفريط".
وعبّر الحزب عن اعتزازه بما ورد في بلاغ الديوان الملكي من تأكيد لحرص الملك على "توطيد الاختيار الديمقراطي، وصيانة المكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال، واختياره الاستمرار في تفعيل مقتضياته المتعلقة بتشكيل الحكومة من خلال تكليف شخصية من حزبنا بصفته الحزب المتصدر للانتخابات، وترجيحه هذا الاختيار على "الاختيارات المتاحة التي يمنحها له نص وروح الدستور".
وكانت مواقع إعلامية محسوبة على أبوظبي ألمحت أن سبب إعفاء بن كيران من تشكيل الحكومة، هو زيارته مؤخرا إلى قطر والحفاوة الكبيرة التي لقيها في الدوحة، زاعمين أن قطر تركت تأثيرا على المسوؤل المغربي.