خبير تكنولوجيا المعلومات المدير التنفيذي كبير الباحثين في معهد «دافينشي» الأوروبي، توماس فيري، توقع، خلال منتدى «الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي» الذي عقد في دبي، أخيراً، أن تقضي تكنولوجيا المستقبل الذكية، التي تعمل دول ومدن عدة على تطبيقها والاستفادة منها على قطاعات اقتصادية عدة، والوظائف التابعة لها، لتخلق بدائل جديدة من الوظائف ذات ارتباط أقوى بحياة الإنسان في ظل هذا التطور الرقمي التكنولوجي.
«معظم المجتمعات تنظر إلى الوراء وتفكر في الماضي، وتعرف عن الماضي والتاريخ أكثر من الحاضر، بحكم الطبيعة البشرية، وهو الأمر الذي لم نعد بحاجة إليه على الإطلاق، إذ يجب أن نتجه لصناعة المستقبل، التي تتطلب أولاً تصوره وصناعته في أذهاننا، حتى يتم اتخاذ القرارات المناسبة بناء على ذلك»، وفق فيري، الذي أوضح أن «هناك قطاعات ستختفي وستظهر أخرى في المستقبل، فكل قطاع يمر بفترة بداية وذروة ونهاية، ومعظم الشركات تشهد هبوطاً في المنحنى، وقد يشهد عام 2030 اختفاء وظائف مرتبطة بالقطاعات التي ستختفي، يعمل فيها نحو ملياري شخص».
ومن هذه القطاعات: قطاع السيارات، الذي يعاني حالياً بعض الارتباك بسبب السيارات ذاتية القيادة، لأن هذا الأمر ينعكس مستقبلاً على اختفاء وظائف عدة، مثل سائقي سيارات الأجرة، والقائمين على توصيل الطرود، وخدمة ركن السيارة، فضلاً عن اختفاء الحوادث، لأنه سيكون هناك سيارات مضادة للحوادث، وتعكف حالياً شركات تصنيع السيارات العالمية على العمل على هذا النوع من المركبات، كما سيتم إعادة تصميم السيارات والمباني، وأن طبيعة المدن ستختفي بحيث نرى طرقاً مخصصة للسيارات ذاتية القيادة، حسب فيري.
وذهب الباحث في تكنولوجيا المعلومات والمؤلف البريطاني، توماس فليتشر، خلال مشاركته في المنتدى، إلى أن «التوفير في نفقات التشغيل والصيانة الذي يتوقع أن تحققه التكنولوجيا الذكية خلال العقود المقبلة، سيتسبب في تراجع وجود العنصر البشري في وظائف عدة، كما ستختفي تماماً وظائف أخرى، كما هي الحال مع اختفاء مهنة ساعي البريد مع ازدياد الاعتماد على الخدمات الإلكترونية والذكية للبريد الإلكتروني وتطبيقات التحاور الفوري».
وتوقع أن «تشهد السنوات المقبلة اختفاء 45% من الوظائف قديمة العهد تدريجياً، خصوصاً في الدول والمدن التي ينمو فيها معدل الاعتماد والتطبيق للتكنولوجيا الذكية».