أحدث الأخبار
  • 01:46 . بسبب الانتهاكات المتزايدة.. الإمارات تتراجع 15 مركزاً في مؤشر حرية الصحافة لـ2024... المزيد
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد

بين القارئ الكمي والنوعي

الكـاتب : ريم الكيالي
تاريخ الخبر: 22-03-2017


هل يُعقل أن يقرأ ذلك القارئ كُتباً لا حصر لها، ويبقى كما هو، لا يتغير، ولا يتحرك فيه شيء حتى، إنه القارئ الكارثي الذي يحيط بنا، قارئ يمضي دون أن يستفزه المعنى، دون أن ينتبه لخيالات النص، لا يفطن حتى إلى مزحات المؤلف، يقرأ ولا يحس بالمفردات بل يبلعها وكأنها مفردات مُسلمٌ بها.

قارئ واقعيٌ جداً، مادي، يفتش عن اللا شيء، ولا يأنس للفقرات حية كانت أو ميتة، يمضي في قراءته والهدف صريح، وهو إنهاء الكتاب والوصول إلى النهاية، كي يلتقط كتاباً آخر، منهياً سواد العناوين المختارة في جدوله الشهري، أرقاماً تنتهي بين زوايا عينيه، شبيهة بتصفح تلك المجلات السطحية المرئية في كل مربع وحيّز.

يقرأ للمتعة كما يقول، وما المتعة سوى تَرَف، ورَفَهٌ يستلذُ به بين الحبر والورق وكأنه في احتفال ووليمة، يستمتع بتلقيه السطحي، لذا يقرأ ويقرأ وكأنه يتبع سلوكاً خاصاً، وبعواطف مثالية، وهل ثمة عواطف مثالية؟

أليست القراءة إبداعاً أيضاً؟ القارئ المبدع، يستقرئ حقائقَ غير مرئية، يتتبع الجزئيات للوصول إلى ما لا يلاحظ، حينها يأخذ تَلَقيه مجرى روحياً، يقترح فقرات بديلة وفق رؤيته وكأنه يسهم في بناء خيال جديد، يروق له استخدام المعاجم والخرائط، يكشف ويكتشف، لا يستحي من قولبة الكتاب وإعادة قراءته، بحثاً عن أسئلة لا عن أجوبة، أسئلة تُحييه، فيا له من قارئ نادر! بين كل هؤلاء القراء.

قارئ مختلف في قراءته، يستفيق بذاته الغامضة فجأة بين السطور، وكأن الكاتب يكافئه بأن أخرجه من سباته، لمجرد أنه استمع إلى لحن المفردات وأنفاسها، أو لأنه عالج صفحته وأعضاء فقراتها بمجهر قلبه، بعد أن تعرف على كل جملة وعمرها وأسباب الموت والحياة في خلايا المعنى.

حين يتفهم القارئ لغة الكاتب العميق، ونصه الشبيه بالهواء الذي يتنفسه، يصبح بلا هوية كما الكاتب في خياله، كائنٌ وُلدَ منذ قرون، ليعيش قروناً أخرى، ويظل تائهاً في جغرافيات الكتاب وبلا نهاية.