اتهم نائب الرئيس العراقي السابق، طارق الهاشمي، الحكومة العراقية والتحالف الدولي بارتكاب جرائم إبادة بحق مدنيي الموصل، مطالباً بفتح تحقيق دولي ومحاكمة المسؤولين عما يتعرض له أهل المدينة.
وفي حوار خاص مع الموقع الإخباري "الخليج أونلاين"، أكد الهاشمي أن سكان الموصل يواجهون الموت على نحو لم يشهده شعب آخر في العالم باستثناء السوريين، لافتاً إلى أنه حذر كثيراً مما سماه "حرب المدن"، وتكلفتها الباهظة في صفوف المدنيين.
وأضاف: "ما تتعرض له مدينة الموصل مأساة إنسانية وكارثة غير مسبوقة في تاريخ العراق الحديث. من وثقوا بوعود رئيس الوزراء حيدر العبادي وبقوا في بيوتهم يواجهون الموت قصفاً، ومن فضلوا الخروج بحثاً عن ملاذ آمن في الجوار يموتون بالجوع والمرض".
وتابع نائب الرئيس العراقي السابق حديثه: "كعسكري محترف، حذرت مبكراً من حرب المدن وتكلفتها العالية في صفوف المدنيين، خاصة عندما يكون كل من طرفي الصراع جاداً في قتل وإبادة الطرف الآخر ومجهَّزاً بقوة نارية هائلة لتحقيق هذا الغرض".
وخلال الأيام الماضية، لقي مئات المدنيين في الجانب الغربي من الموصل حتفهم تحت أنقاض منازلهم في عمليات قصف شنها طيران التحالف الدولي على منازلهم، في حين تقول الولايات المتحدة التي تقود التحالف إنها تقصف أهدافاً لتنظيم الدولة.
ووفقاً للهاشمي، فقد وقع المدنيون بين سندان القصف الأعمى لطيران التحالف ومطرقة "داعش". لكن المثير للاستغراب، برأيه، هو "تجرؤ التحالف على استخدام طائرات قصف استراتيجي من طراز (B-52) وطائرات (F-16) وطائرات (الأباتشي)!".
ولم يقف الأمر عند حد استخدام هذه المقاتلات الأمريكية؛ حيث استعان التحالف أيضاً بطيران الجيش العراقي ومدفعيته الثقيلة، وكذلك مدفعية الحشد الشعبي الشيعي الذي تسلل من خلال الشرطة الاتحادية وبات يتسلح بمدفعية إيرانية الصنع بإمكانها قصف المناطق السكنية بقنابل يصل وزنها إلى ربع طن، بحسب الهاشمي.
المسؤول العراقي السابق، يرى أنه "كان بالإمكان اختصار زمن العمليات وتقليص تكلفتها، خصوصاً على المدنيين لو لم تقرر حكومة العبادي حصار مقاتلي "داعش" داخل المدينة ودفعهم للقتال حتى النهاية".
وتابع: "كان على الحكومة أن تغري مقاتلي التنظيم بترك المدينة من خلال ممر مقصود نحو الغرب، حرصاً على سلامة المدنيين، بحيث يكون من السهل ملاحقتهم جواً في أثناء انسحابهم".
وتعرض الجانب الأيسر من المدينة (الشرقي) والآن يتعرض الجانب الأيمن (الغربي) لقصف جوي وصاروخي ومدفعي عنيف، لكن القصف الأعنف كان ذلك الذي تعرض له حي الموصل الجديدة الذي دُمّر فوق رؤوس ساكنيه، قبل عشرة أيام.
وتم إجلاء 700 جثة، وتشير معلومات إلى أن عدد الضحايا يزيد على 4500 قتيل نصفهم ما يزالون تحت الانقاض، وهو الأمر الذي وصفه الهاشمي بأنه "جريمة إبادة جماعية بكل المقاييس".