أحدث الأخبار
  • 10:06 . مقتل ستة إسرائيليين في عملية مزدوجة بيافا وتل أبيب... المزيد
  • 09:59 . إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ على الأراضي المحتلة... المزيد
  • 09:19 . الثوري الإيراني: سيتم استهداف "إسرائيل" مرة أخرى إذا ردت على أي هجوم... المزيد
  • 08:58 . عاجل.. إيران تقصف "إسرائيل" بمئات الصواريخ... المزيد
  • 08:29 . الاحتلال الإسرائيلي يستدعى قوات الاحتياط إلى الحدود اللبنانية... المزيد
  • 07:39 . واشنطن تبلغ الاحتلال الإسرائيلي بهجوم إيراني وشيك... المزيد
  • 07:12 . اتفاق أمريكي-إسرائيلي على "تفكيك البنى التحتية" لحزب الله... المزيد
  • 07:08 . الدوحة.. أمير قطر وولي عهد أبوظبي يبحثان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 06:31 . الرئيس الإيراني يزور الدوحة غدا لبحث ملف لبنان وغزة... المزيد
  • 05:25 . الحوثيون يعلنون استهداف إيلات بعدة مسيّرات... المزيد
  • 12:28 . النصر السعودي يفوز على الريان القطري في دوري أبطال آسيا... المزيد
  • 11:00 . فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان... المزيد
  • 10:47 . الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:45 . "ألفا ظبي" تستكمل بيع 49% من شركة إنشاءات تابعة إلى "القابضة إيه دي كيو"... المزيد
  • 10:45 . الوصل يسقط أمام ضيفه أهلي جدة بدوري أبطال آسيا... المزيد
  • 10:41 . السعودية تتوقع عجزا في موازنتها للأعوام الثلاثة المقبلة... المزيد

قانون الاستغناء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-04-2017


في روايته «المخطوط القرمزي»، التي نال بها جائزة بلانيتا كأهم جائزة للرواية الإسبانية، يسرد أنطونيو جالا حياة وسيرة «أبو عبد الله الصغير» آخر ملوك بني أمية في الأندلس، على شكل يوميات عثرت عليها بعثة فرنسية ضمن مخطوط قرمزي اللون «لون الورق الذي كان يستخدمه آخر ملوك الأندلس»، بحسب مقتضيات السرد الروائي للرواية!

في أحد فصول الرواية يتحدث أبو عبد الله عن طفولته فيقول: «أتمنى أن تكون طفولة ابني أكثر فرحاً من طفولتي، أتصور أن الطفولة كنز ينتزعونه منا شيئاً فشيئاً، لذلك أتمنى أن يجد ابني أشخاصاً كالذين التقيتهم خفية تقريباً، وهم من قربني من العالم، ولولاهم لما عرفت شيئاً، أو لكان ما عرفته عن الحياة الحقيقية قليلاً، فمنهم تعلمت لغة الصدق، والفضاء المتنوع، ونبض المشاعر الأولية التي هي الأنقى، بعيداً عن قناع المجاملة التي تشوهها إلى حد الاقتلاع»!

مع استمرارك في القراءة، تكتشف هؤلاء الذين أشار إليهم أبو عبد الله الصغير بقوله: «الأشخاص الذين قربوه من العالم..» إنهم مرضعته صبح، والبستاني الذي عمل في قصر جده، ووالده فائز الجنائني، وعمه السمين جداً يوسف، وخادمه الزنجي مولى، وبالفعل فهي شخصيات ثرية جداً، اجتهد المؤلف في رسمها بعناية، جاعلاً منها محركات مؤثرة في حياة ملك تضاربت الأقوال حول دوره في سقوط غرناطة وتسليم مفاتيحها للفرنجة، وخاصة في ظل تلك العبارة التقريعية المؤلمة «ابك اليوم مثل النساء ملكاً لم تحفظه كالرجال» المنسوبة إلى والدته وهي تبحر معه من الأندلس متوجهين إلى منفاهما الأخير في المغرب!

يستوقفك في الخادم مولى فلسفته في الحياة، خاصة عندما كان يقول للأمير وهو صغير: «تعلمت من الأندلسيين أيها الأمير أفضل درس، تقليص الحاجات من أجل تقليص العذابات، فالحاجات يكلف إشباعها كثيراً»، بهذا الدرس توصل «مولى» إلى أن الأشياء التي يحتاج إليها صارت قليلة جداً، وأن هذه الأشياء القليلة صار مع الزمن يحتاج إليها بشكل أقل فأقل، وبذلك توصل إلى سر السعادة الحقيقية التي لا تكمن في أن نمتلك ولكن في أن لا نحتاج!

اليوم وحين تتلفت حولك تجد أن جذر الصراع قائم على تضخيم المعنى المعاكس لما قاله «مولى»، فمعظم الناس تضخم احتياجاتها وما تملك، حتى تشعر بالقوة والنفوذ كما يعتقد الكثير من الناس، وبذلك فهم كلما امتلكوا أكثر صاروا يحتاجون أكثر، والدائرة مفرغة لا تنتهي! يقول سقراط: «من يستطع أن يستغني عن الضروري يكن من أقوى البشر»!