قال قائد الجيش الأردني الفريق الركن محمود فريحات أن الجميع يواجه اليوم إنتشاراً واسعاً لظاهرة الإرهاب والتطرف، التي طالت بذراعها جميع المجتمعات، ولا يمكن لأحد أن يعتقد بأنه بمنأى عنها.
وتابع قائلا، لقد ساهمت عدة عوامل بانتشارها وتناميها، ومن أبرزها التهميش والتطرف السياسي، وغياب العدالة الاجتماعية، وسوء الأوضاع الإقتصادية، وعدم وضوح مستقبل بعض القضايا المصيرية لبعض المجتمعات، كما ساهمت حالة الإحباط التي يعاني منها الشباب في المجتمعات جراء الفقر والبطالة في إيجاد البيئة الخصبة لإستقطابهم من قبل تلك الجماعات المتطرفة ليكونوا مشاريع إرهاب لا يسلم منه أي مجتمع.
وأكد فريحات في أول مشاركة خارجية له بمؤتمر الأمن الدولي بالعاصمة موسكو أن تجاربنا السابقة أثبتت أن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف لا يقتصر فقط على الحلول الأمنية والعسكرية، بل يجب أن يتم التعامل مع هذه الظاهرة وفق حلول متكاملة تستند على فهمنا وإداركنا للأسباب الحقيقية التي أفضت إلى وجود هذا الفكر المتطرف في الأساس.
وقال فريحات: تنظيم داعش الإرهابي على سبيل المثال ما هو إلا نتاج ظروف سياسية واجتماعية مرتبطة بمشكلات جوهرية، منها الشعور بالإقصاء والتهميش وضعف قنوات الإندماج والبحث عن الهوية.
ويتفق ما قاله القائد العسكري الأردني مع ما تقوله الأمم المتحدة وتؤكده منظمات حقوق الإنسان، من أن الظلم والاستبداد والتهميش والقمع وكبت الحريات والتفرد في السلطة وتركيزها بيد عدد قليل للغاية هو السبب الرئيس للعنف والتطرف في المنطقة، وهو على خلاف ما تحاول أبوظبي والقاهرة ترويجه.
يشار أن الربيع العربي قبل الثورات المضادة أنهى لشهور طويلة ظاهرة جماعات العنف وعم الإيمان بالتغيير السلمي كافة الساحات العربية، حتى جاء انقلاب السيسي الذي قضى على فرص التغيير الحقيقية ودفع باتجاهات التراجع عن فكرة التغيير السلمي، وفق ما يقوله محللون.