أحدث الأخبار
  • 11:23 . بايدن ينصح الاحتلال بإيجاد بدائل لقصف حقول النفط الإيرانية... المزيد
  • 11:19 . "الفاو": أسعار الغذاء في العالم تشهد أعلى زيادة شهرية منذ عام 2022... المزيد
  • 11:18 . البحرين تخسر محاولة لوقف دعوى قضائية رفعها معارضان مقيمان في بريطانيا... المزيد
  • 10:56 . الإمارات تطلق حملة إغاثة للبنان وترسل طائرة مساعدات طبية... المزيد
  • 10:54 . الجيش الأمريكي يعلن شن غارات على 15 هدفا بمناطق الحوثيين في اليمن... المزيد
  • 10:52 . الجنائية الدولية ترفع السرية عن مذكرات اعتقال أعضاء بمليشيا "الكانيات" الليبية... المزيد
  • 10:51 . حماس تنعى تسعة من مقاوميها اغتالهم الاحتلال بالضفة المحتلة ولبنان... المزيد
  • 10:49 . أبوظبي: لدينا أدلة دامغة لاستهداف الجيش السوداني لمقر رئيس البعثة في الخرطوم... المزيد
  • 09:21 . الصحة العالمية: مقتل 28 من أفراد الطواقم الطبية في لبنان... المزيد
  • 09:19 . "مدن القابضة" توقع اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة... المزيد
  • 09:16 . رئيس الدولة ونظيره المصري يشهدان إعلان مخطط مشروع "رأس الحكمة"... المزيد
  • 07:18 . قرقاش يدعو إلى "ضرورة استعادة مفهوم الدولة الوطنية" لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة... المزيد
  • 07:18 . السعودية ومصر ترفضان أي إجراءات تؤثر على سلامة وسيادة لبنان... المزيد
  • 11:44 . "طاقة" تستكمل تسعير سندات بقيمة 1.75 مليار دولار... المزيد
  • 11:43 . مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"... المزيد
  • 11:41 . دراسة: التخلص التدريجي من التدخين قد ينقذ حياة 1.2 مليون شخص... المزيد

كيميائية التعليم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 05-05-2017


كنا في السابق نقول، إن مشكلة التعليم تكمن في عدم قدرة القائمين بأمره على توظيف المناهج بطريقة صحيحة تتفق مع الواقع المحلي وتساير التطور المطلوب، بمعنى أن هذه المناهج لم تغذ عقل الطالب بالأفكار والمهارات والمعارف التي يحتاجها جيل المستقبل، وعلى النحو الصحيح الذي يخدم مسيرة التنمية وحركة النهوض، بل جعلته تحت رحمة أسلوب «الحفظ والتلقين». وعندما حدث التغيير وتراكمت الخبرات، وبدأ التحسين والتطور يأخذ مجراه وأدرك الجميع (وخاصة رجال التربية) حاجة المجتمع الضرورية لذلك.. كانت هناك وجهة واحدة وهي طريقة «الاستيراد» والترجمة، فهي أسهل الطرق لتحقيق المطلوب، إذ لا تتطلب قدراً كبيراً من الخبرة أو الاجتهاد أو الابتكار.

والحقيقة أن الاستفادة من تجارب الآخرين تمثل خطوة مهمة في مسألة التغيير والتطوير، في التعليم خاصة، لكن بشروط:

1- أن تخضع لإجراءات واختبارات وبحوث ومقارنات.

2- ألا يكون ذلك على حساب الهوية الوطنية للمجتمع وثقافته.

3- أن يكون ذلك مربوطاً بوقت وزمن محددين.

4- أن يتناسب مع شخصية الطالب وتكوينه النفسي والاجتماعي.

5- أن يكوّن ذلك نواة لبناء منهج تعليمي محلي مستقل.

وذلك تقريباً ما فعلته دول عديدة استطاعت اللحاق بركب التقدم، كما يقول وزير التعليم الصيني السابق، «لي بكينج»، في كتابه «توفير التعليم ل1.300 مليار إنسان».

وهنا أتذكر أيضاً ما جاء في مقال لأحد المختصين في علم التربية حول موضوع دور المعلم في الفصل الدراسي أمام طلابه، وقد قال فيه: إن من أسباب مشكلات التعليم عدم التقيد بتطبيق النظريات والنماذج التي تأتي بها من الخارج، فقد اتصلت إحدى المدرسات تسأل المختص: أنت تقول كل هذه الآراء والنماذج والأفكار والمقترحات وتدعو للعمل بها في الفصل الدراسي، فهل حاولت أن تخضع ذلك للتجربة والاختبار قبل التطبيق لتعرف الشيء المناسب لواقعنا الاجتماعي وبيئتنا المحلية، وقدرة الطالب والمدرس على هضم مثل هذه المناهج؟ فأجاب المختص: «لا، ولكن بإمكان المدرس الجيد أن يستفيد منها ويطبقها»، فردت عليه: اسمح لي أن أقول لك، ومن خلال تجربتي في التدريس لمدة 20 عاماً، أن كل ما نقوله هو نوع من المثاليات والنماذج التي لا علاقة له بمشاكلنا التعليمية، بل هو للأسف أحد أسباب مشاكل التعليم عندنا».

الخطأ في كثير من تجارب ومشاريع الإصلاح التربوي أن بعض القائمين عليها يكونون أبطالاً قادرين على التغيير ولا يريدون سماع صوت من الشركاء الآخرين، وإذا حدث فشل يقولون إن الطالب والمدرس هما السبب في ذلك!

والحقيقة أن الإدارة التعليمية والتربوية لها هي نصيب من المسؤولية، فمثلا ظاهرة الرسوب الدراسي ليس معناها أن هناك ضعفاً عند الطلاب، بل ربما تكون مؤشراً على خلل في منظومة التعليم، لأن الهدف من الامتحان ليس فقط ترسيخ قدرات الطلاب على فهم المنهج، وقياس مهاراتهم في التفكير والابتكار والإبداع، أو التعرف على ما تعلمه الطالب.. بل الأهم هو معرفة ما يصلح لتعلم الطالب من هذا المنهج وقياس قدرته على هضم ذلك وتوصيله. وأهم من هذا خلق مناخ اجتماعي وسياسي خالٍ من الغضب والإحساس بالظلم الذي قد يسود بعد الامتحان وينعكس على المؤسسة التعليمية، لأن التعلم أمر خطير، فهو -كما يقول محمد إقبال- الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يكونها كما تشاء، وهو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، وهو الذي يستطيع تحويل جبل شامخ إلى كومة تراب.