أحدث الأخبار
  • 10:55 . تونس.. قوات الأمن تقتحم نقابة المحامين وتعتقل محامية منتقدة لقيس سعيد... المزيد
  • 10:51 . الكويت.. النيابة تأمر بحبس وضبط مواطنين بتهمة "الطعن" في حقوق أمير البلاد... المزيد
  • 10:45 . أعضاء في هيئة تدريس جامعة برينستون الأمريكية يضربون عن الطعام دعما لغزة... المزيد
  • 10:36 . واشنطن بوست: أمريكا عرضت على "إسرائيل" ملاحقة قادة حماس مقابل التراجع عن اجتياح رفح... المزيد
  • 10:11 . تشيلسي ينجو من مفاجآت نوتينغهام فورست بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:09 . "بلومبرغ": الإمارات تسعى لإنتاج أشباه الموصلات المتقدمة... المزيد
  • 10:08 . الجيش السوداني يتصدى لهجوم شنته قوات الدعم السريع على الفاشر بدار فور... المزيد
  • 12:01 . الدوري الإسباني.. ريال مدريد يفوز برباعية على غرناطة ويبتعد بالصدارة... المزيد
  • 11:06 . رئيس وزراء قطر وغوتيريش يحذران من "عواقب كارثية" لعملية رفح... المزيد
  • 08:40 . تأييداً لقراراته.. رئيس الدولة يتصل بأمير الكويت بعد إعلانه حل مجلس الأمة... المزيد
  • 08:33 . واشنطن تعتزم فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات الكهربائية الصينية... المزيد
  • 07:14 . يوكوهوما يقلب الطاولة على العين في ذهاب نهائي أبطال آسيا... المزيد
  • 06:59 . القسام تعلن مقتل أسير (إسرائيلي بريطاني) متأثراً بإصابته بغارة للاحتلال... المزيد
  • 06:38 . جيش الاحتلال يعتزم مواصلة اجتياح رفح... المزيد
  • 06:29 . اتهامات لأبوظبي بدعم "جرائم الإبادة الجماعية" في دارفور... المزيد
  • 05:59 . الإمارات ترحب بقرار الأمم المتحدة منح عضوية كاملة لفلسطين... المزيد

هجمات لندن المجنونة وأسرار التوقيت

الكـاتب : محمد عايش
تاريخ الخبر: 06-06-2017

استعراض سريع للخط الزمني الخاص بالعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الفترة الأخيرة، يؤدي بنا الى نتيجة بالغة الأهمية، وهو أن التنظيم يُركز عملياته واستهدافه للدول الأوروبية التي تقترب من الانتخابات، وهذا ما يمكن أن يُفسر جزئياً الهجمات الإرهابية التي ضربت ألمانيا وفرنسا، والتي تضرب بريطانيا الآن، بعد الاعلان عن الانتخابات المبكرة.
بدت هذه الفرضية أكثر بروزاً في العملية الإرهابية التي ضربت برلين ليلة عيد الميلاد المجيد من العام الماضي، عندما تبين أن الارهابي الذي نفذها كان يعيش في إيطاليا وجاء الى ألمانيا بغرض تنفيذ الهجوم، ومن ثم تبين أنه هرب عائداً إلى إيطاليا ذاتها، حيث قتلته الشرطة الإيطالية في مدينة ميلانو شمال البلاد، وهو ما يعني أن المهاجم كان يقصد استهداف ألمانيا، رغم أن ايطاليا كانت في متناول اليد، والفرق الوحيد بين البلدين أن ألمانيا كان قد تبقى على انتخاباتها نحو 10 شهور فقط.
إذا سلمنا، وسلَّم معنا القراء بهذه النتيجة، أو بهذه الفرضية، فان السؤال الذي يطرح نفسه ويصبح ملحاً سيكون: ماذا يريد تنظيم داعش من استهداف الدول الغربية المقبلة على انتخابات؟ وما علاقة عملياته الإرهابية المجنونة بالعمليات الانتخابية في الدول الديمقراطية؟
والجواب على هذا السؤال لا يبدو صعباً أو معقداً، فالدول التي تتعرض لهجمات إرهابية مجنونة تقوم على قاعدة القتل الأعمى، سوف يجنح الناخبون فيها نحو اليمين المتطرف، وبعضهم سوف يجنح نحو القوى المتطرفة أو التكتلات العنصرية، وهو ما يبدو أن تنظيم «داعش» يطمح له ويهدف الى تحقيقه. الاستراتيجية القتالية التي يقوم بها تنظيم «داعش» بات من الواضح أنه تقوم على تصعيد اليمين في أوروبا والعالم، من أجل إشعار المسلمين بانهم مضطهدون ومستهدفون، وبالتالي يتم إقناع أعداد أكبر من هؤلاء المسلمين بأن ينضموا الى صفوف التنظيم، وباختصار فان صعود اليمين المتطرف في العالم الغربي يُعجل في المفارقة التي يريدها الدواعش ويجعلهم يجدون مبرراً للحرب التي يخوضونها ضد المدنيين الأبرياء في مختلف دول العالم. من البديهي والمُسلَّم به أن اليمين المتطرف هو المستفيد الوحيد سياسياً من الهجمات الارهابية التي تضرب البلاد والعباد في كل مكان، خاصة في أوروبا، لأن طروحات اليمين تقوم على أساس الانغلاق، وعدم استقبال المهاجرين أو اللاجئين، والابتعاد عن سياسات الانفتاح، وهؤلاء يلجأ اليهم الناخب المصدوم من العمليات الارهابية التي يتبين بأن مسلمين باسم الدين ينفذونها.
الضربات التي استهدفت لندن، وقبلها بعشرة أيام حفلاً فنياً في مانشستر أغلب ضحاياه من الأطفال الأبرياء، الذين لم يسمعوا عن السياسة شيئاً في حياتهم، هذه الهجمات تأتي قبل فترة وجيزة من الانتخابات البرلمانية المهمة التي تجري في بريطانيا، ولا يمكن أن يصب هذا الارهاب من الناحية السياسية والانتخابية إلا في صالح الانعزاليين من أحزاب اليمين المتطرف، الذين يطالبون بوضع قيود على الهجرة، ويستهدفون وجود الجالية المسلمة في بريطانيا بشكل أو بآخر.
وخلاصة القول هنا هو إن جزءاً مهماً من الحرب على الإرهاب يجب أن يكون في توعية المجتمعات الغربية والحفاظ على انفتاحها وديمقراطيتها، حتى لا تجنح نحو التطرف المضاد، وتلتف حول القوى اليمينية فتحقق بذلك ما يريده الدواعش، وتظل دائرة العنف والكراهية تتغذى على بعضها بعضا.