نقلت شبكة فلسطين الإخبارية التي تتخذ من بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة مقرا لها، على موقعها الإلكتروني، عن مصادر سياسية وأمنية في قطاع غزة، أن هناك خلافات داخل أروقة حركة «حماس» على خلفية اتفاق وتفاهمات الحركة حول عودة القيادي المعزول في حركة «فتح» محمد دحلان وعدد من المناصرين له، مثل سمير المشهراوي الذي يعتبر ذراعه اليمنى، إلى غزة.
غير أن مسؤولا في حماس، أفاد صحيفة «القدس العربي» اللندنية، أن الحديث عن وجود خلاف قوي، بين العسكر والسياسيين في «حماس»، مبالغا فيه، موضحا أن حركة حماس حركة شورية.
لكن هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه قال إن «هناك تساؤلات وتخوفات في أوساط الحركة بشقيها العسكري والسياسي، إزاء مثل هذا الانفتاح على دحلان وهناك تحذيرات من مثل هذا الانفتاح». وأضاف «مرات يكون من الصعب تمرير شيطنة دحلان بسهولة وتغيير الموقف منه دون تمهيد الطريق الى مثل هذه الخطوة».
وتابع القول «إن ما سيحكم هذه التوترات هو ما إذا كانت التفاهمات مع دحلان ستنتهي بانفراجات، مثل فتح معبر رفح وإيجاد حركة تجارية… مثل هذه الأمور وهذه الانفراجات هي التي ستحكم مدى الاندفاع في اتجاه هذه الخطوة»، موضحا «أن تطبيق هذه التفاهمات على أرض الواقع يسير ببطء شديد». وقال إن مشوار عودة دحلان، الذي وصفه بمفتاح العلاقة مع مصر، طويل.
وحسب شبكة فلسطين الإخبارية فإن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس يبدي معارضة شديدة لمثل هذا التقارب والتصالح مع دحلان، الذي يتهم بالوقوف وراء تسليم الكثير من نشطاء المقاومة للاحتلال الإسرائيلي. وترى قيادات داخل كتائب القسام بدحلان الرجل الذي يمكن أن ينقلب على حماس، كونه يحظى بملف كبير من المؤامرات ويتوجب عدم الثقة به تحت اي ظرف كان.
وتدعي المصادر أن عملية ترميم معبر رفح بدأت، ليباشر العمل فيه تحت مسؤولية وإشراف محمد دحلان الذي جند ملايين الدولارات من دولة الإمارات لهذا الغرض. وستكون لهم الوصاية على المعبر، وسيبدل بذلك السلطة الفلسطينية بكل ما يتعلق في عملية المراقبة وتشغيل المعبر بالتعاون مع الجانب المصري وحركة حماس.
خلافات القيادة السياسية والعسكرية بشأن التفاهمات والإجراءات الأخيرة لم تتعلق بدحلان لوحده، بل شملت أيضا الإجراءات الخاصة بالمنطقة العازلة، حيث يرى الجناح العسكري فيها بمثابة الضربة القاسية له، باعتبار أن الحدود هي طريقهم الأمثل لإدخال الأسلحة وكل ما تحتاجه قيادة القسام، مؤكدين معارضة القيادة العسكرية للقسام للتفاهمات بشأن المنطقة العازلة التي بدأت حماس بتنفيذها بالفعل.
ومن جهته، نفى القيادي الكبير في حركة حماس محمود الزهار أي صفقة مع دحلان.