المسجد الأقصى المبارك يمثل «ترمومتر» نستطيع من خلاله تقييم أوضاع الأمة الإسلامية، ونعرف من خلاله درجة حرارة إيمان المؤمنين بدينهم وقضيتهم، فعلى قدر حراكهم الفعلي والفاعل لأجله نصل للنتيجة.
ولا أظن النتيجة تخفى عليكم، وهذا المسجد الأقصى المبارك قد تم إغلاقه من الصهاينة لمدة يومين كاملين دونما حراك حقيقي عربي وإسلامي يتناسب مع حجم الجريمة الكبيرة.
هذه الجريمة التي تمس كرامة كل إنسانٍ منا، فهؤلاء الصهاينة الذين جاؤوا من أصقاع الدنيا إلى أرضنا المقدسة واحتلوها، لا يحق لهم مجرد الوجود فيها، فما بالكم وهم يدنسون المسجد الأقصى صباح مساء ويمنعون المسلمين من الصلاة فيه كيفما أرادوا.
العدوان على المسجد الأقصى المبارك لم يتوقف منذ احتلاله، لكنه اليوم يشتد ويتضاعف ويقترب من الوصول إلى ذروته، مع زيادة الاقتحامات الصهيونية وشرعنته رسمياً لدى دوائر الاحتلال، مع تشجيع الوزراء الصهاينة على اقتحامه حسب القوانين التي صدرت قبل أيام قليلة من هذا الإغلاق.
وقد سبق ذلك أيضاً قبل شهور قليلة، إقامة حكومة الاحتلال اجتماعاً تحت المسجد الأقصى المبارك في الأنفاق التخريبية التي تهدف إلى خلخلة أساسات المسجد، وإحكام الخناق عليه، وهذه كانت خطوة غير مسبوقة أيضاً منذ احتلال مدينة القدس.
كما يسعى الاحتلال لتشريع قوانين عدوانية جديدة من أجل تهويد كامل مدينة القدس، بما في ذلك البلدة القديمة والفضاء المحيط بالمسجد الأقصى المبارك، أي إن ما يجري اليوم هو اختبار لحجم ردات فعل المسلمين، وتمهيد لما هو أكبر وأخطر.
وقد اختار الاحتلال ظروف هذه الانشغالات والأزمات التي تعيشها الأمة لينفذ مخططاته، وقد يكون له دور أساسي في صناعتها أو تأزيمها عبر أدواته، فما أحوجنا اليوم إلى وحدة الصف والكلمة، فهاهم أعداء أمتنا ينفذون مخططاتهم ويتربصون بنا صباح مساء، وعزنا مستباح.
إذا نظرنا إلى واقعنا تملكنا اليأس من كثرة الأمور السلبية، أما إذا نظرنا إلى قدرة الله وتقديره، وآمنّا بوعده لعباده أنهم سيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرةٍ، تسلل إلينا الأمل مجدداً، وإننا على هذا الأمل حتى انقضاء الأجل.;