أحدث الأخبار
  • 09:18 . الجيش السوداني يستنكر اتهامات أبوظبي له بمهاجمة مقر إقامة السفير بالخرطوم... المزيد
  • 08:16 . هل تضع بريطانيا حقوق الإنسان أولاً قبل بيع الأسلحة لأبوظبي؟... المزيد
  • 07:55 . إيران تؤكد: لن نرسل مقاتلين إلى لبنان أو فلسطين لمواجهة "إسرائيل"... المزيد
  • 06:50 . أكثر من 150 شهيداً وجريحاً بغارات الاحتلال الإسرائيلي جنوب وشرق لبنان... المزيد
  • 06:29 . فلاي دبي تمدد تعليق رحلاتها بين دبي وبيروت... المزيد
  • 01:02 . الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن غزو وشيك للبنان وخطط لتغيير المنطقة... المزيد
  • 11:54 . النفط يرتفع نتيجة مخاطر مرتبطة بالإمدادات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:29 . خفض أسعار الوقود في الإمارات للشهر الثاني على التوالي... المزيد
  • 11:13 . اعتماد تاريخ 28 فبراير "اليوم الإماراتي للتعليم"... المزيد
  • 10:49 . أتليتكو مدريد ينجو من السقوط أمام جاره الريال في الدوري الإسباني... المزيد
  • 10:42 . الإمارات تتهم الجيش السوداني بقصف مقر السفير في الخرطوم... المزيد
  • 12:42 . توتنهام يضرب مانشستر يونايتد بثلاثية بعقر داره بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 12:35 . الإمارات تستثمر 30 مليون دولار لدعم غانا في التنوع البيولوجي والمناخ... المزيد
  • 10:13 . هل تشكل أبوظبي قوة استقرار في الشرق الأوسط؟.. تقرير أمريكي تجيب... المزيد
  • 09:27 . وزير الدفاع الأمريكي يوجه بتعزيز قدرات جيش بلاده في الشرق الأوسط... المزيد
  • 08:11 . حذرت من حرب شاملة.. إيران تتوعد بالرد على اغتيال نائب قائد الحرس الثوري... المزيد

استراتيجية التوتير والإرهاب

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 21-07-2017


يقول دانيل بايبس رئيس «منتدى الشرق الأوسط»، بحضور مجموعة من المحللين والخبراء والمختصين في الشأن السياسي: «أنا كأميركي أريد أن تقول حكومتي لإسرائيل: افعلي ما تحتاجينه لإقناع الفلسطينيين بأنهم انهزموا». وعلى ضوء مثل هذه الرغبة فربما أصبح واضحاً ما ينوي الكنيست الإسرائيلي فعله، وهو إجبار الفلسطينيين على الاعتراف أولاً بالهزيمة حتى تتحرك خطة «السلام» التي تريدها إسرائيل! وفي هذا الإطار نقرأ ما قالته «عينات ويلف»، وهي مشرعة إسرائيلية، إذ تزعم أن «النزاع يمكن أن ينتهي فقط عندما يجبر العرب على إعادة تفسير دور الصهيونية في تاريخهم»، وكذلك ما كتبه المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك: «إن أرض إسرائيل أرض يهودية منذ آلاف السنين، ولا حق لشعب آخر فيها». وهذا غير بعيد عما تنشره الصحف الإسرائيلية يومياً وهي تبشر العرب والمسلمين بانهزام حضاري واسع.

لذا لا غرابة في أن نسمع مَن يقول إنه ليس فلسطين والمسجد الأقصى والقدس هي فقط ما يواجه الخطر حالياً، بل الأمة العربية بأكملها تواجه هذا الخطر، من خلال الفتن والخلافات الداخلية والحروب الأهلية. 

ولعل ما تشهده المنطقة العربية في حقبتها الراهنة يشبه ما حدث في أيام الحرب الباردة، حيث يقول المؤرخ والباحث السويسري دانيال غاتسر في كتابه «جيوش الناتو السرية»، إن حلف شمال الأطلسي كانت لديه شبكة جيوش سرية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي لمواجهة الشيوعية.. شبكة لها فروع في كل الدول، أما مهمتها الأساسية فهي القيام بعمليات تهدف إلى إثارة خوف الناس ونشر الرعب بينهم، ثم يتم اتهام الشيوعية بالوقوف وراءها، وكانت مثل هذه العمليات تأتي في إطار ما يسمى «استراتيجية التوتير والإرهاب»، وكان يشرف على تنظيمها وإدارتها حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبعض أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية، وتتم الاستعانة فيها أحياناً ببعض العصابات الإجرامية والإرهابية. وكان الكل تقريباً يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، وحين تريد جهة ما أن تستوضح الأمر من الناتو أو المخابرات الأميركية، فإن الأخيرَين يتملصان بالقول إن عناصر مجرمة ربما خرجت عن سيطرتهما! وقد اعترف رئيس وزراء إيطاليا السابق جوليو إندريوتي بوجود ذلك الجيش وشبكاته السرية، كما أوضح جانباً من الإجراءات التي استخدمتها «استراتيجية التوتير والإرهاب» لزرع الرعب وتوجيه الرأي العام العالمي وإثارة خوفه من الشيوعية.

وهناك تشابه على هذا المستوى مع ما حدث خلال الاستعداد لحملة غزو العراق، حيث قيل إن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل، وإن هناك ارتباطاً بين العراق وتنظيم «القاعدة»، لكن كل هذا اتضح أنه كان مجرد أكاذيب تم تلفيقها لإيهام العالم بأن العراق يريد نشر الإرهاب في كل مكان، وأن هذه الحرب ضرورية للقضاء على الرعب الذي يمثله صدام حسين وجيشه، في حين أن الدافع الحقيقي كان الرغبة في السيطرة على موارد الطاقة الضخمة، والتي يتوجب على من يريد الهيمنة عليها التخفي وراء أكاذيب كهذه. إنها بالفعل أكاذيب كبيرة، لكن إذا تم ترديدها آلاف المرات، فسيصدقها الناس في نهاية المطاف وسيقولون إن هذه الحرب ضد العراق ذات جدوى.

وقد اتضح أن إسرائيل لم تكن بعيدة من تلك الاستراتيجية، بل كان لها دور مؤثر، إذ عملت على تشجيع ذلك التوجه وإدارته لمصلحتها، ليتضح مرة بعد أخرى دورها في نشر الفتنة والاضطراب في المنطقة العربية لإضعافها أكثر فأكثر.