أحدث الأخبار
  • 12:08 . الشركات الإماراتية تعيد بناء نفسها ببطء بعد الفيضانات... المزيد
  • 11:14 . بعد فيضانات الإمارات.. العفن والبعوض يحتشدان في منازل السكان... المزيد
  • 10:48 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين... المزيد
  • 10:47 . اشتعال الحراك بجامعة كولومبيا وطلاب يسيطرون على اثنين من مبانيها... المزيد
  • 10:45 . التهاب مفاصل الركبة.. الأسباب وطرق العلاج... المزيد
  • 10:44 . انتشال تسع جثث قبالة سواحل بتونس... المزيد
  • 10:44 . النفط يتراجع مع ترقب المستثمرين لمحادثات الهدنة في غزة... المزيد
  • 10:42 . أمير قطر والرئيس الأمريكي يبحثان جهود وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:40 . برشلونة يتخطى فالنسيا بصعوبة في الدوري الإسباني... المزيد
  • 10:39 . بسبب اتهامات دعمها للقتال في السودان.. التايمز: أبوظبي تلغي اجتماعات وزارية مع بريطانيا... المزيد
  • 09:06 . إسبانيا وأنديتها مهددون بالاستبعاد من البطولات وسحب تنظيم كأس العالم... المزيد
  • 08:56 . النفط مقابل المال.. أبوظبي تقرض جنوب إفريقيا 13 مليار دولار مقابل نفط 20 عاماً... المزيد
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد

الثقافة ودورها في التغيير

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 30-11--0001


لا شك أن هناك اهتماماً إماراتياً كبيراً بالثقافة بوصفها أحد أهم المؤثرات في التغير الايجابي المنشود في المجتمع. كما أن هناك احتفاء ورعاية متنامية برواد الثقافة ورموزها وصناعها بوصفهم روافد الثقافة المجتمعية وأنهارها الجارية. ولا شك أن كل مجتمع يتطلع إلى أن تلعب ثقافته الدور المأمول لها في رسم الطريق الي المستقبل من خلال إبراز القيم الوطنية والانسانية التي يقوم عليها المجتمع.

ولا شك أن طريق الإمارات للمستقبل يحتاج الى دعم قوى من ثقافتها المحلية بمختلف روافدها لكي تجتاز بعضا من تلك الملفات الصعبة التي تواجهها ويعتقد بأنه لا شيء غير الثقافة قادر على تغييرها.

ولكن هل تكفي الثقافة وحدها بأدواتها البسيطة في إحداث التغيير المجتمعي المنشود؟ هل يمكن الاعتماد على الثقافة وحدها للتصدي لذلك الفكر المنحرف والمتجه بشدة نحو الاصولية والتطرف؟ وما هي وسائل مساعدة المثقف لأن يصبح أحد أهم رواد التغيير لدينا؟

انعقدت في دبي مؤخرا ندوة بعنوان «المشهد الثقافي في الإمارات: مستقبل الثقافة يبدأ من اليوم» هذه الندوة التي جمعت تحت مظلتها ثلة من أهم المثقفين الموجودين في الإمارات، ناقشت على مدار أربع جلسات أهم النقاط الفكرية التي تنضوي تحت مظلة الثقافة وهي الإبداع والانتاج الفكري ورعاية المثقف والمنتج الاعلامي والفني.

وعلى الرغم من ضيق الوقت إلا أن الندوة نجحت في تسليط الضوء على أهم نقاط اللقاء والاختلاف التي يجتمع حولها المثقف الاماراتي. فالإمارات نجحت خلال العقود الاربعة الماضية في وضع بنية تحتية ثقافية متميزة..

كما نجحت في استقطاب مجموعة من أهم مثقفي العالم العربي ليشاركوا في الجدل الثقافي الدائر في الإمارات والذي ينقسم الى قسمين: القسم الاول يرى فيه حراكا جيدا يبشر بالخير والبعض الاخر يشكك فيه قائلا إن البنية الثقافية التحتية لوحدها لا تصنع ثقافة ولا مثقفين ولا تدل على وجود حراك ثقافي فاعل. ظهور هذه الآراء هي في حد ذاتها حراكا ثقافيا. فالثقافة هي نتاج الفعل أو ردة الفعل الثقافي..

ولا يوجد ثقافة دون تمازج بين الفعل وردة الفعل. وإذا ما تمعنا في الواقع الثقافي الإماراتي لوجدنا أنه ليس واقعاً وردياً كما نأمل أن يكون ولكنه ايضا ليس بالواقع الذي يدفعنا للتشاؤم. فالثقافة لا تقبع عادة في قمة هرم اولويات الدول حيث تتربع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل تحتل منطقة وسطى خاصة عندما تبحث الدول عن تنمية واستقرار، حيث تلتفت لها الدول بعد الانتهاء من اولوياتها الاساسية كالخبز والدواء.

والنقلة النوعية التي مرت بها الإمارات خلال العقود الأربعة الماضية لم تختلف عن هذه القاعدة . فلم تحز الثقافة على أهمية واهتمام الا بعد أن انتهت الدولة من أولوياتها الاساسية قبل أن تبدأ الإمارات في وضع البنية التحتية الثقافية.

ولكن لكي تقوم الثقافة بدورها المأمول فإنها بحاجة الى قضيتين اساسيتين وهما الرعاية والحرية. فالرعاية المطلوبة هي الدعم للمؤسسات الثقافية برعاية القائم منها مادياً ومعنوياً ومساعدة الوليد لكي يقوى ويقف على قدميه. أما الحرية المطلوبة فهي فتح الأجواء أمامها وأمام رواد الفكر وصناع الثقافة لكي يبدعوا في أجواء خالية من البيروقراطية والهيمنة والسيطرة الابوية.

إن ما يدفعنا للتفاؤل أن الامارات لا تشكو من قلة المراكز الثقافية أو الفكرية ولكن هذه الكثرة لا تعني وجود حراك ثقافي محلي جاد قادر في وضعه الحالي على إحداث التغيير.

الأسباب تكمن في أن مفهوم الثقافة حتى هذه اللحظة هو مفهوم يتمازج في الكثير من الاحيان مع مصطلحات ومفاهيم أخرى تخرجه من حيزه لتدخله حيز آخر طبقا لظروف المجتمع. فلا شيء أسهل من تطويع الثقافة أو الفكر لأغراض السياسة والسلطة أو الاغراض الايديلوجية. ومن هنا كان سهلا على بعض الافكار المتطرفة أن تتخذ من الثقافة المجتمعية رداء وغطاء لها.

كما أنه سهل على بعض المثقفين أن يندسوا تحت غطاء أو آخر للترويج لفكر معين أو منحنى آخر يؤمنون به. لذا فبدون تقديم الدعم المناسب للثقافة بروافدها المتعددة فلن تستطيع القيام بالدور المنوط بها. كما أن الثقافة هي كالوليد الصغير يحتاج الى الدعم لكي يقوى ويقف على رجليه.

لقد أدركت الإمارات أهمية الثقافة فكراً وعملاً ومنتجاً كوسيلة من وسائل التغيير الايجابي في المجتمع. واليوم والإمارات تركن لأهمية كبيرة على الفعل الثقافي، تأمل أن تقوم الثقافة بتقديم الوجه الايجابي عنا للعالم، فالثقافة هي الشيء الوحيد الذي يمكن صنعه في الإمارات ولا يمكن استيراده .