قد يشهد العالم تحولات كبرى على صعيد الجهود التي يتم بذلها لمكافحة الشيخوخة واستعادة الحيوية والشباب مرة أخرى، بعدما أظهرت دراسات بحثية أنه حين يتم ضخ دم الحيوانات الشابة بالحيوانات العجوزة، فإنه يضمن لها إعادة شبابها وحيويتها.
ويُشرِف العلماء الآن على تجربتين سريريتين للبشر بهدف الوقوف على حقيقة ما أظهرته النتائج البحثية التي تم التوصل إليها من خلال الدراسات التي أجريت على الفئران، على حسب ما نشرته مجلة "الايكونوميست" البريطانية.
ولمن يستفسرون عن حقيقة ذلك وما إن كان من الوارد حدوثه أم لا، أكد العلماء أن هناك إمكانية لذلك، بالنسبة للحيوانات على أقل تقدير. وأضاف العلماء أن آثار استعادة الشباب تظهر بوضوح عند الجمع بين فئران التجارب عبر عملية جراحية تعرف باسم "تعايش التصاقي" وتنطوي على عمل جروح في بشرة اثنين من الفئران ثم تخييطهما سوياً في موضع الجرح. ومع بدء التئام الجروح، تبدأ الأوعية الدموية لكلا الفأرين في النمو والاندماج مع بعضها البعض. وينتج عن ذلك اشتراك الفأرين في الدورة الدموية ومن ثم قيام كلا القلبين بضخ فئتي الدم بكل مكان في الجسم.
صعوبات الشفاء
وتابع الباحثون بلفتهم إلى أن هناك وجه شبه يجمع بين البشر والفئران المتقدمة في السن وهو أن كليهما يواجه صعوبات فيما يتعلق بالشفاء من الإصابات. لكن، اتضح وفق ما أظهرته تجارب الفئران، أن ضخ دم الفئران الشابة لدى الفئران العجوزة يُمَكِّنُها من إصلاح إصابات العضلات تقريباً بنفس جودة الفئران الشابة. كما تبين أن ذلك يعود بفوائد مماثلة على خلايا الكبد والجهاز العصبي. في حين أن اتضح أن دم الفئران العجوزة يحظي بتأثير عكسي عند ضخمه بأجسام الفئران الشابة.
ومع هذا، أوضح الباحثون أن آلية العمل الدقيقة تبدو أقل وضوحاً، وهو ما جعلهم يرجحون تلك النظرية التي تقول إن هناك تركيبة من الهرمونات، عوامل الإشارة وما يشبه ذلك في دم الفئران الشابة تؤثر على سلوكيات الخلايا الجذعية الموجودة بالحيوانات العجوزة. وكذلك ذهابهم في نفس الوقت إلى نظرية أخرى مفادها أن الحيوانات العجوزة تستفيد من الوصول لأعضاء نظيرتها الشابة مثل الكلي، الكبد وغيرهما.
فوائد ذهنية
وبالاتساق مع ذلك، استعانت شركة تدعى Alkahest بـ 18 فرداً مصابين بمرض الزهايمر وتخطط لإخضاعهم بانتظام لعمليات نقل دم من متبرعين شبان وذلك لكي تثبت في الأخير أن ذلك العلاج الجديد علاج آمن. لكن نظراً لأن عمليات نقل الدم روتينية بالفعل، فإن الشركة تتمنى سير الأمور بسلاسة، وهي تخطط لإيجاد فوائد ذهنية كذلك.
وتسببت شركة أخرى تدعى Ambrosia في إثارة موجة من الغضب بإعلانها عن تحصيل مبلغ قدره 8 آلاف دولار من الأشخاص المشاركين في تجربتها السريرية التي سيخضع بها من هم فوق الـ 35 عاماً لعمليات نقل دم ممن هم دون الـ 25 عاماً.
ولا يُنتَظَر أن تتضح الآن فرص نجاح أي من هاتين التجربتين، وحتى إن نجحتا، تبقي المشكلة المتعلقة بوجود نقص دائم في دم المتبرعين، الذي يكون مطلوباً للعمليات الجراحية والحالات الطارئة وليس لعلاجات مكافحة الشيخوخة غير المؤكدة، لذا يرى العلماء أن الخيار الأفضل الآن هو الحفاظ على صحة كبار السن أطول فترة، بحسب تقرير مترجم أعدته "إيلاف" عن الإيكونوميست البريطانية.