ألغت محكمة استئناف اتحادية أمريكية حكماً بالسجن مدى الحياة بحق حارس سابق في شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية، في قضية قتل 14 مدنياً عراقياً، وسط العاصمة بغداد، في 2007.
وأمرت المحكمة التابعة لمقاطعة كولومبيا بإعادة محاكمة الموظف ذاته وثلاثة من شركائه في الجريمة، كانوا جميعاً يعملون بالشركة، في حين لم تلغ الحكم السابق بحق الثلاثة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن محكمة الاستئناف التابعة لدائرة العاصمة الأمريكية واشنطن، قررت "إسقاط الحكم بالسجن مدى الحياة عن المتهم الأول في قضية فتح النار على مواطنين عراقيين في ساحة النسور، ببغداد، وقتل 14 مدنياً".
وأضافت الصحيفة أن المحكمة التي أصدرت الحكم بالسجن مدى الحياة على نيكولاس سلايتن (33 عاماً)، "أساءت التقدير" عندما لم تقم بمحاكمته بمعزل عن زملائه الثلاثة الآخرين، بالرغم من أنه الوحيد الذي تلقى حكماً عن القتل لكونه أول من قام بفتح النيران.
وفي 16 سبتمبر 2007، فتح سلايتن، إلى جانب زملائه بول سلو (37 عاماً)، إيفان ليبرتي (34)، ودستن هيرد (35)، خلال عملهم كموظفين لدى شركة "بلاك ووتر" النار بمدافع رشاشة وقاذفات قنابل يدوية، بصورة عشوائية على مجموعة من المدنيين العراقيين في ساحة النسور، وسط بغداد، متسببين بقتل 14 شخصاً، وجرح 17 آخرين بينهم أطفال ونساء.
وبلاك ووتر شركة متعاقدة مع وزارة الخارجية الأمريكية.
روغم ادعاء متعاقدي "بلاك ووتر" بوجود ما دعا إلى اشتباههم وإطلاقهم النار، إلا أن جميع الشهود والناجين من هذه المجزرة أكدوا عدم صحة هذه الدعاوى.
وعلى إثر ذلك قضى القضاء الأمريكي بالسجن مدى الحياة بحق الأول، وبـ30 عاماً سجناً بحق الثلاثة الآخرين، ولم تلغ المحكمة، اليوم، الحكم السابق بحق الثلاثة، ولكنها قضت فقط بإعادة محاكمتهم، وفق الصحيفة.
يذكر أن عناصر شركة "بلاك ووتر" الأمنية قد ارتكبوا مجرزة بحق 14 عراقياً مدنياً وسط بغداد، وأبرزت تلك المجزرة وحشية حراس الشركة الأمريكية واستهانتهم بدماء العراقيين أثناء عملهم إلى جانب القوات الأمريكية، إبان احتلالها للعراق 2003، الأمر الذي أثار جدلاً حول دور المقاتلين في الشركات الأمنية الخاصة في الولايات المتحدة.
وعلى إثر الجرائم المتعددة التي قامت بها الشركة الأمريكية الأمنية في عدد من البلدان التي تتمركز بها قوات وقواعد للجيش الأمريكي، تم بيعها لاحقاً، وانتقل مقرها الرئيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وزعمت تغيير اسمها في ولاية فرجينيا الأمريكية إلى مؤسسة تزعم أنها تعمل في المجال الأكاديمي.