قالت إيطاليا إنها ستعيد سفيرها إلى القاهرة بعد أكثر من سنة على سحبه للتشاور إثر خلافات بين البلدين حول التحقيقات في قضية تعذيب وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في العاصمة المصرية.
وذكرت الخارجية الإيطالية الاثنين أن الحكومة الإيطالية قررت إرسال سفيرها جامباولو كانتيني إلى مصر. وذلك في ضوء التطورات في مجال التعاون بين هيئات التحقيق في كل من إيطاليا ومصر حول واقعة قتل ريجيني، وفق ما ورد في بيان.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في بيان أن وزير الخارجية المصري سامح شكري تلقى اتصالا الاثنين من نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو أخطره خلاله بقرار الحكومة الإيطالية التقدم لدى الحكومة المصرية بطلب الموافقة على تعيين سفير إيطاليا الجديد لدى مصر جيانباولو كانتيني.
وقال المدعي العام في روما إنه تحدث إلى نظيره المصري في وقت سابق الاثنين وإنهما اتفقا على اللقاء في وقت لاحق من هذ العام بعد الحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة من محطة المترو القريبة من مسكن ريجيني
وكان السفير الإيطالي السابق في مصر ماوريتسيو ماساري قد غادر القاهرة في 10 أبريل 2016 تنفيذا لقرار استدعائه للتشاور الذي اتخذته حكومته إثر خلافات بين السلطات القضائية في البلدين حول التحقيقات في قضية تعذيب وقتل ريجيني.
وفي مايو 2016، أعلنت رئاسة الوزراء الإيطالية تعيين جامباولو كانتيني سفيرا جديدا لدى مصر، لكنه لم يصل إلى مصر بعد، خلفا لماوريتسيو.
وتوترت العلاقات بشكل حاد بين مصر وإيطاليا، على خلفية مقتل الطالب ريجيني (28 عاما)، الذي كان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر 2015، وعثر عليه مقتولا على أحد الطرق غرب القاهرة في فبراير 2016، وعلى جثته آثار تعذيب.
واتهمت وسائل إعلام إيطالية الأمن المصري بالتورط في قتل ريجيني وتعذيبه، وهو ما تنفي السلطات المصرية صحته. وجرى خلال الشهور الأخيرة تبادل الكثير من الزيارات بين المحققين المصريين والإيطاليين لمواصلة العمل على كشف ملابسات قتل ريجيني.
وفي رد فعلها على القرار، سارعت عائلة ريجيني إلى التنديد بقرار الحكومة الإيطالية إعادة سفيرها إلى القاهرة، معتبرة القرار الإيطالي "استسلاما" ، في حين حرص وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو على تأكيد أن واجب حكومته "جلاء كل ملابسات الاختفاء المأسوي لجوليو".