حمّلت مجلة دير شبيغل الأسبوعية حكام إمارة أبوظبي المسؤولية عن إفلاس "طيران برلين" (إير برلين)، وهي ثاني أكبر شركة طيران في عموم ألمانيا، على حد زعمها.
واعتبرت أن تقدم الشركة الثلاثاء بطلب لإعلان إفلاسها مثّل خطوة مفاجئة وخطيرة سترتد تداعياتها سلبا لسنوات على علاقات برلين وأبوظبي، وتؤدي لإحجام المستثمرين عن عقد أي صفقة مع الإمارات "التي لم يلتزم شيوخها حتى بالوعد الذي قطعوه للمستشارة أنجيلا ميركل"، على حد قولها.
وفي مقال بعنوان " الشيوخ هم السبب"، قالت المجلة إنه رغم الاحتفاء نهاية عام 2011 باستحواذ مجموعة الاتحاد للطيران الإماراتية على نسبة 29% من أسهم "طيران برلين" لإنقاذها من التعثر، فإنه كان واضحا من البداية أن هذه الصفقة عقدت بين شريكين لا يناسب أي منهما الآخر.
وأوضحت المجلة أن "إير برلين" التي نمت بسرعة كمنافس للخطوط الألمانية الأولى "لوفتهانزا"، كانت تأمل في أن تمكنها شراكتها مع الاتحاد في تحقيق اختراق بسوق الطيران الدولي.
وأضافت أن مساهمة أبوظبي في "إير برلين" كانت خطوة في "إطار خطتها للتفوق على خصمها اللدود خطوط الإمارات، المملوكة لإمارة دبي"، على حد وصف المجلة الألمانية.
وذكرت دير شبيغل أن هذه الصفقة المشؤومة منذ البداية انتهت الآن بفضيحة ستكون لها تداعيات مؤذية لسنوات على العلاقات الألمانية الإماراتية، بعد إعلان مجموعة الاتحاد إيقاف دعمها المالي لطيران برلين وتركها تتجه للإفلاس.
واعتبرت المجلة الألمانية أن المسؤولين في إمارة أبوظبي عليهم الإجابة عن سؤال هو: لماذا أقدموا الآن فجأة على هذا الإجراء؟
تداعيات مفزعة
وذكرت أن تعثر ثاني أكبر شركة خطوط ألمانية كان معروفا منذ فترة، مما دفع المستشارة أنجيلا ميركل لاصطحاب رئيس شركة "لوفتهانزا" كارستن شبوهر معها في رحلتها إلى أبوظبي أوائل مايو الماضي، حيث تباحثا مع شيوخ هذه الإمارة عن حل لأزمة "طيران برلين".
وأشارت دير شبيغل إلى أن هذه الزيارة لم تسفر عن حل. ولفتت إلى أن " شيوخ" أبوظبي تعهدوا للمستشارة بالاستمرار في دعم "طيران برلين" حتى خريف عام 2018 على الأقل، حتى لا تتضرر شعبيتها في ذروة حملات الانتخابات العامة جراء التداعيات المفزعة لإعلان إفلاس شركة الطيران.
ولفتت المجلة إلى أن وقوع هذا الضرر وإعلان الإفلاس لم يترك أمام الحكومة الألمانية خيارا سوى التحرك سريعا، وتقديم دعم بقيمة 150 مليون يورو للشركة لتتمكن من الطيران حتى نوفمبر المقبل، وترك الأمر بعد ذلك للحكومة الألمانية الجديدة.
وتوقعت دير شبيغل أن يفضي تخلي أبوظبي بهذا الشكل الصادم عن "طيران برلين" وتركها تنهار، لتداعيات شديدة السلبية على الاستثمار الدولي في الإمارات.
وخلصت إلى التساؤل: من سيفكر في عقد صفقات مع الإمارات بعد أن بات واضحا أن المسؤولين فيها لم يراعوا الالتزام حتى بالوعد الذي قطعوه للمستشارة الألمانية؟