أحدث الأخبار
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد

اللغة والدور الحضاري

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 18-08-2017


ما كتبه جيرالد جيمس تومر في كتابه «حكمة الشرق وعلومه.. دراسة العربية في إنجلترا في القرن السابع عشر»، هو تأكيد واضح وصريح لما كتبه كثير من علماء الغرب الآخرين، ومنهم بعض المستشرقين المنصفين الذين أنجزوا دراسات علمية عميقة اعتماداً على المراجع الأصيلة، فأنصفوا اللغة العربية بآرائهم وأدلتهم وبراهينهم وحججهم القاطعة والواضحة، وقد نقولها من مصادرها الحقيقية وتوصلوا من خلالها إلى نتيجة تقول، إن اللغة العربية منتج ثقافي ووعاء إنساني وحضاري بالغ الرقي، وإنها نقلت المعرفة والخبرات والأفكار التراكمية وتراث الأمة العربية عبر الأجيال، لذلك فهي تمثل معالم الحدود الحقيقية لوجود الأمة، الجغرافي والوطني والقومي، وهي أساس الهوية ومكوناتها الشخصية. وكما أوضحوا أنها من أوسع اللغات التي عبّرت عن أرقى المعالم الحضارية في عصر النهضة، عندما كانت حضارة الإسلام تسود العالم.


وقد استطاعت اللغة العربية أن تحيط بكل العلوم، كالكيمياء والفيزياء والفلك والطب.. وما تزال مصطلحاتها متداولة حتى الآن حتى صار العلماء الأوروبيون يتتلمذون على العلماء العرب في جامعات الأندلس وصقلية، ويدرسون فيها كتب ابن رشد والرازي وابن سينا والخوارزمي.. في الطب والفلسفة والرياضيات. ومن هذه الجامعات جامعة بالرنو في جنوب إيطاليا، والتي كانت تسمى أم الجامعات الطبية الأوروبية.


ولو أمعنا في قواميس اللغات السامية وأحصينا مفرداتها، حسب الدكتور أحمد هبو («مستقبل اللغة العربية»، ص: 148)، لوجدنا العربية أغناها جميعاً، وقد زادت مفرداتها على مجموع مفردات اللغات السامية الأخرى مجتمعةً، وهي تتفوق على أخصب لغات العالم لما تحتويه من مفردات وألفاظ تشمل كل مستلزمات الحياة، وتعبر عن كل ما يجول في نفس الإنسان.


ولعل المشكلة الجوهرية في واقع اللغة العربية لا تكمن فيها كلغة بحد ذاتها، بل في التهميش الذي تلاقيه من بعض أهلها، إذ تبارت أطراف كثيرة، بمختلف توجهاتهم الفكرية والأكاديمية، في التحذير من العربية وإثارة العداء ضدها إلى حد غير معهود.


لذلك لا يجب أن نستغرب اليوم من شباب عرب جامعيين، بل من مسؤولين عرب، لا يتقنون لغتهم الأم، وإنما يتحدثون بلغة عربية لا ينطقها حتى تلميذ المرحلة الابتدائية.


إن إنجاز المشروع الحضاري لهذه الأمة لن يكتمل إلا بعد تحديد هوية لغتها الأصلية واعتمادها اعتماداً كاملاً في جميع مجالات الحياة المختلفة، لأنها هي التي ستعطيها التميز المطلوب والشرعية الحقيقية والوجودية ومبررات التحضر والنهوض، وهذا ما حدث لأغلب الأمم التي نهضت من التخلف. وبخلاف ذلك ستظل الأمة في حالة ركود وجمود، وستعيش في مهب التيارات اللغوية الفكرية الجارفة التي تجعلها في اختلال دائم لمفهوم اللغة والهوية والذوبان في لغات المنتصر. فالحفاظ على اللغة العربية هو حماية للأمة ولأمنها الثقافي واستراتيجية لإخراجها من إشكالية التبعية الحضارية، والتخلص من آثار الهزيمة النفسية والروحية.