أحدث الأخبار
  • 09:06 . إسبانيا وأنديتها مهددون بالاستبعاد من البطولات وسحب تنظيم كأس العالم... المزيد
  • 08:56 . النفط مقابل المال.. أبوظبي تقرض جنوب إفريقيا 13 مليار دولار مقابل نفط 20 عاماً... المزيد
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد

«ريا وسكينة..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2017


في حيٍّ غير هادئ في مدينة الإسكندرية الجميلة، كثيراً ما يعرض عليك أصحاب «الحناطير» المحنطرة جولة في الحي، وفي جزء من المدينة، ببضعة جنيهات، وفي محاولة منهم «لدحرجة» الزبون، يعرضون عليه المحطات الجميلة التي سيمرون بها: الشاطئ الفلاني، والمتحف الفلاني، والقلعة الفلانية، وأخيراً «منزل ريّا وسكينة».

ريّا وسكينة، اللتان عرفهما المشاهد العربي كثيراً على خشبات المسرح، وفي الشاشات، منذ أن تم إعدامهما عام 1921، كأول حالة إعدام رسمية لـ«دويتو نسائي» في العصر الحديث، وحتى ذلك المسلسل الذي قامت ببطولته سميّة الخشاب وعبلة كامل، بعد أن تقمصت كثيرات خلال أعوام عدة تلك الشخصيتين، ومن بينهن شادية وسهير البابلي!

في جميع الأعمال الفنية التي تعرضت لقصة ريّا وسكينة، كان هناك دوماً نوع من التعاطف الخفي بين المجرمتين والكادر.. المؤلف يصوغ الشخصيتين بوضع الكثير من المبررات.. المنتج يختار لهن وجوهاً جميلة.. الممثلات يغرقن عشقاً وولاء لهن.. الجمهور يحبهن أكثر مما يخشى منزلهن في حي اللبان، الذي لايزال يشكو الهجر إلى يومنا هذا.

كان هناك دائماً أمر غامض يتعلق بريّا وسكينة؛ حتى توجت هذه الغرابة بمجموعة من التقارير، التي تزامنت مع قرب مئوية الجرائم، نشرت في الشهر الماضي، وتتحدث عن أنهما لم تكونا مجرمتين، لكن الحقيقة أنهما كانتا تستدرجان ضباط الجيش البريطاني المحتل، وتقومان بعملهما الفدائي، ثم تخفيان الجثث تحت المنزل.

إذا صحت التحقيقات في هذا الاتجاه، فالمذكورتان تستحقان إعادة اعتبار حقيقي! ربما! أي مخبول يستطيع العيش مع جثث قتلاه في المكان نفسه! أما جثث جلاديك ومستعمريك فهي أوسمة تقوم بتجميعها حتى بزوغ فجر حريتك! ربما في الأمر تفسير وعدالة شاعرية!

العلم الحديث يلهب المخيلة في هذه الأمور، فتحليل بسيط لجثة من الجثث، ومن ثم التأكيد هل تستحق هذه الشخصيات التاريخية مزيداً من اللعنات، أو إعادة كتابة التاريخ من جديد بطريقة تليق بهما؟!

ذلك التاريخ الذي يحتوي في سنواته الأخيرة على العشرات من الشخصيات «الريّا سكينية»، التي لانزال ننتظر شهادة التاريخ والوثائق والأجيال فيها، لكي نعرف أنلعنها، أم نضعها في قلوبنا، على الأقل في المكان الذي تستحقه؟! شخصيات كثيرة تسبب المناصب التي كانت تتولاها صعوبة في قول آرائنا بصراحة، كما نقولها في فلاحتين بسيطتين.

كانتا تسميان ريّا.. وسكينة!