قالت نيويورك تايمز إن رئيس النظام السوري بشار الأسد اعتمد على طهران والمليشيات الموالية لها -مثل حزب الله اللبناني- في سبيل الاحتفاظ بالسلطة، وحذرت من أن استيلاء إيران على سوريا ينذر بحرب مع إسرائيل واشتعال المنطقة.
فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب ديفد ليش قال فيه إن روسيا لعبت دورا هاما بالحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وكذلك دعم بقاء الأسد في السلطة، لكن إيران تبقى الداعم الأساسي للنظام السوري.
وأضاف الكاتب أنه مع نهاية الحرب السورية التي تلوح في الأفق فإن طهران تعتبر الرابح الأكبر بل والمتحكم بمستقبل السياسة الخارجية السورية، وأن النتائج قد تكون كارثية على المنطقة بشكل كبير.
وأشار الكاتب لجذور التحالف السوري الإيراني التي تعود إلى 1979 في أعقاب الثورة الإيرانية وتوقيع مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل، وتحدث عن التقلبات التي شهدتها علاقة البلدين في ظل التطورات الأخرى التي شهدتها المنطقة.
وعودة إلى الوقت الراهن، فقد قال الكاتب إن طهران دعمت نظام الأسد منذ بداية الحرب، وذلك في ظل سعيها لتحقيق هدفها الإستراتيجي الرامي إلى إنشاء ممر بري من إيران وعبر العراق وسوريا بغية الوصول إلى البحر المتوسط، وكذلك لمنع السعودية من توسيع نفوذها في بلاد الشام.
وأوضح الكاتب أنه من خلال منح النظام السوري طهران عقود إعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب وتنظيمها المليشيات الموالية له، فإن إيران تكون قد تدخلت في سوريا بعمق كبير لا يمكن للأسد تجاهله.
وأشار إلى الكلمة التي ألقاها الأسد في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق يوم 20 أغسطس الجاري التي قال فيها إنه لن يكون هناك أي تعاون أمني ولا فتح سفارات للبلدان التي عارضته.
وأضاف الكاتب أن الأسد قال أيضا بشكل صريح إن سوريا ستتطلع في المستقبل إلى الشرق أكثر من الغرب.
وقال كذلك إن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء تمدد النفوذ الإيراني في سوريا، وحذر من أن إسرائيل عندما تنظر في المستقبل تجاه سوريا عبر مرتفعات الجولان فإنها سترى إيران تحدق بها في المقابل.
وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تبدو مستعدة للتخلي عن سوريا لصالح روسيا، لكنه يجب على واشنطن أن تفهم ما تعنيه سياستها هذه، وهو الذي يتمثل في التنازل عن سوريا لصالح إيران. وأوضح أن موسكو لا تريد أكثر من مجرد الحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا.
وأشار المقال إلى أن الوجود العسكري الروسي في سوريا لن يوفر ثقلا كبيرا يوازي ثقل النفوذ الإيراني في الفراغ الذي ستشهده هذه البلاد بعد انتهاء الحرب.
وأضاف أن إسرائيل لن تسكت إزاء السيطرة الإيرانية على سوريا محذرا من أن النتيجة ستكون حربا بينها وسوريا، وأن هذا يعني في الحقيقة حربا بين إسرائيل وإيران نفسها، وأضاف أنها ستكون حربا لا تقتصر على سوريا.
وقال الكاتب إنه يتعين على صناع السياسة الأميركية والروسية بذل المزيد من الجهود لإنهاء الحرب في سوريا وإنشاء ومراقبة المزيد من مناطق خفض التصعيد والعمل على تشكيل مستقبل سوريا مرحلة ما بعد الحرب، وأضاف أنه إذا بقيت إيران الطرف الوحيد الذي يستثمر في مستقبل سوريا فإن النتيجة ستكون كارثية.