أحدث الأخبار
  • 10:03 . سفير السعودية السابق في أبوظبي يعترف بإدانته في قضية البورصة... المزيد
  • 08:36 . قطر تدعو لتحرك دولي يمنع ارتكاب إبادة جماعية في رفح... المزيد
  • 08:23 . رئيس الدولة يُعين مديري عموم في "جهاز أبوظبي للمحاسبة"... المزيد
  • 07:07 . "أدنوك" توقّع ثالث اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الغاز من "الرويس"... المزيد
  • 04:40 . الإمارات تدين بشدة اقتحام وسيطرة قوات الاحتلال على معبر رفح... المزيد
  • 10:38 . الاحتلال يستهدف "المستشفى الميداني الإماراتي" وسط رفح وسقوط إصابات... المزيد
  • 10:33 . التربية: اجتياز اختبار الإنجليزي والرياضيات شرط معادلة شهادة الالتحاق بالجامعة... المزيد
  • 10:30 . الجيش الأميركي يعلن تصديه لثلاث مسيرات أطلقها الحوثيون من اليمن... المزيد
  • 10:29 . الشرطة الفرنسية تخلي جامعة السوربون المرموقة من متظاهرين متضامنين مع غزة... المزيد
  • 10:26 . "الأوراق المالية" تتيح الاستعلام عن الأرباح غير المستلمة... المزيد
  • 10:24 . "مجلس التعاون" يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف انتهاكات الاحتلال في غزة... المزيد
  • 10:23 . وزيرة بلجيكية تدعو أوروبا لوقف تصدير السلاح للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:20 . بروسيا دورتموند يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان... المزيد
  • 12:24 . بدعوى ارتكاب "جرائم حرب" في اليمن.. القضاء الفرنسي يرفض دعوى ضد مسؤولين إماراتيين وسعوديين... المزيد
  • 12:21 . أمير الكويت وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في غزة... المزيد
  • 11:23 . بعد موافقة حماس.. نتنياهو يجدد رفضه مقترح الهدنة ويتسمك بعملية رفح رغم التحذيرات الدولية... المزيد

لنتحدث عن الكرم!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-09-2017


قد يبدو للبعض أن الحديث عن الكرم (المعنى المرادف للسخاء) نوع من الإنشاء اللغوي أو الحديث العاطفي، خاصة وأننا نعيش في زمن التراجعات الكبرى أو نهاية السرديات العظمى إن صح التعبير، السرديات بما تعنيه من قيم إنسانية خالدة وتوجهات فكرية أقامت دولاً وأسست لتاريخ ورموز وخطوط مؤثرة في الأدب والفن والسياسة.

، لذلك فإن معظم الناس اليوم حين تحدثها عن الكرم والعطاء والتضحية والتسامح، تنظر إليك بشبه ابتسامة بلهاء، مطالبين بأن تحدثهم عن شيء عملي، شيء يفهمونه ويلمسونه وبالأحرى يستفيدون منه، شيء يشبه واحد زائد واحد يساوي اثنين، لا أكثر ولا أقل، فنحن في زمن المادية في أقصى تجلياتها!


لماذا نتحدث عن الكرم الآن؟ إليكم أولا هذه الحكاية البسيطة: كنت أجوب قرى منطقة الريف النمساوي بسيارة مستأجرة أنا وصديقتي، كانت تلك القرى صورة مرادفة للجمال في أبهى تجلياته، أوقفنا السيارة قريباً من منزل أحدهم لالتقاط بعض الصور، قالت صديقتي بمرح صاحب هذا المنزل الرائع سيكون لطيفاً وصاحب ذوق رفيع، وما كادت تنتهي من جملتها حتى فوجئنا برجل يطرق زجاج السيارة صارخاً بأقصى ما لديه وكل علامات الغضب على وجهه وبإشارات واضحة تدل على أننا تجاوزنا رصيف الشارع العام إلى بلاط ممتلكاته الخاصة، وأن علينا أن نذهب من هناك وبأسرع ما يمكن، لقد كان فجاً بشكل غير مقبول أبداً!


بعد ضحك وتعليقات قالت صديقتي: كنت قبل مدة أحضر احتفالات فنية في منطقة الأرز بجبل لبنان، وكنا نبحث عن موقف سيارات وسط ازدحام كثيف، وقفنا قريباً من بيت أحدهم خرج لنا، لوح بيده فتحنا باب السيارة لنعتذر، فاجأنا بابتسامة مرحبة وفتح لنا مرآب بيته لنضع سيارتنا بل ودعانا لفنجان قهوة!


الكرم، سماحة النفس والخلق، المعنى العميق لجمال الروح العربية تكمن في المقارنة الصارخة بين الموقفين، بعيداً عن كل ما يمكن أن يقال عن الفروقات الثقافية بين الرجلين، القيم المادية التي تحكم الإنسان الغربي في نظرته وتعامله مع موضوع الحقوق والممتلكات الخاصة، التوجس من الشخص الغريب وتحديداً العربي أو المسلم... الخ، إلا أنك مهما فتنت بجمال الطبيعة وسحر الأمكنة وقلت شعراً في الذوق والفن اللذين يلفان كل شيء هناك، ستحضر بلاشك تلك اللحظة التي تضعك في مواجهة الفرق العظيم في الجذر الثقافي بين الروح والمادة، بين القانون والجمال الإنساني، بين بساطة العربي وكرمه وتلقائيته (أياً كانت فوضويته وتخلفه التقني) وبين توحش الغرب وماديته المقيتة!! ما يجعلك تقول: الحمد لله أنني عربي.