أحدث الأخبار
  • 09:06 . إسبانيا وأنديتها مهددون بالاستبعاد من البطولات وسحب تنظيم كأس العالم... المزيد
  • 08:56 . النفط مقابل المال.. أبوظبي تقرض جنوب إفريقيا 13 مليار دولار مقابل نفط 20 عاماً... المزيد
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد

الإسلام والاستشراق

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 08-09-2017


جوهر المشكلة الكبرى التي يبحث عنها الإنسان في هذا الكون هي أن يصل بعقله وتفكيره وفلسفته إلى نور الحقيقة والهداية، إلى دين إلهي يلائم فطرته، ويروي عطشه الروحي، ويحفظ له توازنه العقلي وأمنه واستقراره وسلامة معيشته.

ومنذ تكون الخليقة والإنسان يبحث عن هذا الأمر، ويفتش عن هذه المعرفة لإراحة نفسه، ثم توسع هذا البحث، بعد أن اتضح أن العلم المادي لن يقدم الإجابة الشافية، وهذا ما حدث عند الكثير من المفكرين، وبخاصة الملحدون منهم، وبعض المستشرقين.

وفي عددها الصادر في سبتمبر 2017، نشرت مجلة الأزهر كتاباً مهماً بعنوان «الإسلام دين الإنسانية»، للمستشرقة الألمانية الدكتورة أنا ماري شيمل التي امتازت في دراستها عن الإسلام وأبحاثها التي تجاوزت المئة بالأمانة العلمية والدقة الموضوعية، وكذلك بما تبنته من رؤية بحثية وموضوعية حول الإسلام والمسلمين، رؤية تفتح الباب لإقامة حوار علمي وجاد لكي يدرس الغربيون، وبخاصة المستشرقون منهم، الإسلامَ دراسةً ترتكز على أساس علمي ومنهجي واضح ودقيق، حيث تقول في كتابها المذكور: الإسلام هو الدين العالمي الذي تعرض لأكبر هجوم، والسبب في ذلك هو عدم فهم الأوروبيين له ولما يتضمنه من قيم أخلاقية عليا، وكذلك افتقارهم للمعرفة الصحيحة بلغته العربية، أي لغة القرآن الكريم. وتعطي «شيمل» مثالا على ذلك عن الزكاة، فتقول إن الزكاة مثلاً هي وسيلة ووقاية تحمي الفقراء من ضغوط الرأسمالية والشيوعية. كما تشير إلى حقيقة مهمة، وهي أنه بفضل قيم الإسلام المثالية وأخلاقية وعدالة نظامه العام وجهود علمائه الأفاضل وقادته السياسيين والعسكريين، اتسعت رقعة هذا الدين فامتدت إلى المحيط الأطلسي في الغرب وحتى شمال أفريقيا وبلغت بيزنطة وجنوب إسبانيا غرباً، كما امتدت شرقاً حتى بلاد السند.. مؤكدةً أن مثل هذا التوسع أدى إلى ازدهار واسع، خاصة بعد أن انتعشت حركة الترجمة العربية في عصر المأمون من اليونانية إلى العربية في العديد من المجالات العلمية، كالطب والفلسفة والكيمياء وغيرها، وكان لهذه التأثير الكبير على تطور العلوم العربية التي أسهمت بدورها في تطوير العلوم الأوروبية، حيث يسرت الترجمات العربية للعلوم اليونانية وحافظت عليها.

وكما يقول الدكتور محمد البهي، في كتابه «الإسلام دين الإنسانية»، فإن هذا الدين يوجه الإنسان نحو المعاني والمثل العليا، لذلك هو مساعد لمن هو في سن المراهقة على أن تنتصر إنسانيته على سيطرة الغريزة في الصراع الدائر بينهما، لأن رسالة الإسلام توصل الإنسان إلى أن يكون ذا إرادة، وذا قوة، وذا مشاركة اجتماعية. ويضرب البهي مثالاً على ذلك بالصلاة والصوم، فيقول: إنهم من العبادات التي تنمي شخصية الفرد وتقوي إرادته واستطاعته على المقاومة، فالصلاة مناجاة لله جل جلاله خمس مرات في اليوم، وهي في واقع أمرها تفريغ القلب من زخرف الدنيا وزينتها، لأن لقاء المصلي بالله تعالى فيها لا تعدله متعة من متع الحياة. والصوم هو العبادة المباشرة لتنمية الاختبار والإرادة وقوة المغالبة والمقاومة والهدف الأكبر للإسلام.

كما يؤكد لنا محمد إقبال أن الإسلام الذي يحمي الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي، والذي هو حصن التوحيد الأوحد، ليس مسؤولاً عن ضعف المسلم وخضوعه لشهواته، وليس مسؤولاً عن ضعف روابط المجتمع الإسلامي أو انحلاله، بل السبب في كل ذلك يعود إلى سوء فهم الإسلام والانحراف في تطبيقه.. وهي حقيقة لم يدركها بعض الاستشراق حين راح يهاجم الإسلام.