ذكرت مصادر عديدة أن الانقلابيين الحوثيين قاموا، الإربعاء (20|9)، بالاستعراض بعربات مدرعة إماراتية في ساحة ميدان السبعين، في العاصمة صنعاء، قبيل يوم واحد من احتفالهم بالذكرى الثالثة لاجتياحهم للعاصمة صنعاء في (21|9|2014).
وأثيرت تساؤلات كثيرة حول مصدر هذه المدرعات الإماراتية التي وصلت إلى أيدي المسلحين الحوثيين. وتوقعت بعض المصادر أنهم ربما حصلوا عليها من جبهات القتال التي خاضوها مع القوات الحكومية المدعومة بقوات وأسلحة إماراتية، غير أن سلامة هذه المدرعات وعدم وجود آثار إعطاب عليها، يدحض هذه الفرضية ويعزز فرضيات أخرى.
وزعمت مصادر أخرى، بحسب صحيفة "القدس العربي" اللندنية، إن الانقلابيين الحوثيين ربما حصلوا عليها "رشوة" من القوات الإماراتية مقابل انسحاب تكتيكي للميليشيا الحوثية من بعض المواقع والمناطق التي تقدمت فيها القوات الموالية للإمارات في محافظات الجنوب، لتبرز أنها تحقق مكاسب عسكرية بأقل كلفة كما حصل في الساحل الغربي لمحافظة تعز، والتي تقدمت فيها قوات يمنية مدعومة من القوات الإماراتية بشكل متسارع.
ونشر العديد من المواقع الإخبارية اليمنية أمس صورا للعربات المدرعة الإماراتية والمسلحين الحوثيين يستعرضون بها أمام منصة كبار الضيوف في ساحة ميدان السبعين في صنعاء، بحضور كبار القيادات الحوثية، ومنهم رئيس المجلس السياسي الأعلى في سلطتهم في صنعاء، صالح الصماد.
وزعمت هذه المصادر أن القوات الإماراتية أصبحت تنفذ في اليمن أجندة خاصة بها بعيدا عن المصالح اليمنية، وأنها تقوم بشراء الولاءات وتدعم قوات ميليشياوية لا علاقة لها بالقوات المسلحة اليمنية.
الى ذلك كشف مصدر مقرب من الحكومة اليمنية عن مصدر حصول الانقلابيين الحوثيين على هذه المدرعات الإماراتية، في محاولة منه لتخفيف الضغط الإعلامي على أبوظبي، جراء هذه الحادثة التي تعد الأولى من نوعها منذ بدء الحرب بين الانقلابيين الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي صالح، من جهة، وبين القوات الحكومية المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي تعد القوات الإماراتية أكبر قوة ميدانية في هذا التحالف، الذي تدخل في مارس 2015 لدعم الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح الصحافي اليمني المقرب من الرئاسة اليمنية أنيس منصور، في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ان ميليشيا الحوثي حصلوا على المدرعات الإماراتية عن طريق شرائها من قيادات في الحراك الجنوبي المسلح (الموالية للقوات الإماراتية).
وكشف أن عملية البيع والشراء لهذه المدرعات بين قيادة الحراك الجنوبي وميليشيا الحوثي تمت في جبهة قعطبة الواقعة بين مدينة أب ومدينة قعطبة، وسط اليمن، والتي تخوض فيها ميليشيا الحوثي وقوات جنوبية مواجهات مسلحة منذ العملية الانقلابية على السلطة الشرعية في البلاد.
وأضاف أن «عناصر من حراك الجنوب الموالين لعيدروس النقيب (محافظ عدن السابق، وزعيم المجلس الجنوب الانقلابي في الجنوب المدعوم من أبوظبي) قاموا بسرقة المدرعات من جبهة الساحل الغربي بالقرب من مدينة المخا، ورفع تقرير بتعرض هذه المدرعات للإعطاب في الحرب.
وأوضح أن قائد جبهات الساحل الغربي في تعز هيثم قاسم طاهر، المدعوم من القوات الإماراتية، قام برفع تقرير للتحالف العربي بفقدان 4 مدرعات إماراتية وهروب طواقمها من جبهة المخا قبل ستة أشهر تقريبا.
وكان موقع (الشاهد نيوز) الإخباري قال إن المسلحين الحوثيين استعرضوا عسكريا في العاصمة صنعاء بأربع من المدرعات الإماراتية الجديدة . وأكد أن رئيس اللجنة الثورية الحوثية كان على متن إحدى هذه المدرعات الإماراتية في ميدان السبعين في صنعاء وسط حشد عسكري مسلح لأتباع جماعة الحوثي.
وأصابت الحيرة والارتباك العديدين جراء هذه المعلومات التي سبقها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بنحو أسبوع بتوجيه تهديدات بقصف أهداف إماراتية، إذ كيف يمكن شرح جميع هذه المتناقضات حتى مع أي احتمال يوضح وصول مدرعات إماراتية لأيدي مليشيا إرهابية!