كشف تقرير إستراتيجي صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ونشره موقع “ميديل إيست آي” أن مجلس التعاون الخليجي بدأ في تمزيق ذاته من الداخل، وقد يتلاشى تماماً بسبب الحصار، الذي تفرضه الإمارات و المملكة العربية السعودية والبحرين على دولة قطر.
ويحذر التقرير من الغموض الشديد، الذي يكتنف مستقبل مجلس التعاون الخليجي، الذي بات مصيره مصدر قلق للدول الغربية، التي تربطها بالمنطقة علاقات استراتيجية واقتصادية بالغة الأهمية.
ويرى الموقع: أن “مجلس التعاون الخليجي بدأ في تمزيق ذاته، من خلال تقديم كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين قائمة بالمطالب إلى قطر، وترافق ذلك مع إقدام هذه الدول على إغلاق حدودها كليا مع قطر وقطع جميع علاقاتها بها”.
وفي الوقت الذي قطعت السعودية والامارات والبحرين علاقاتها مع قطر في يونيو الماضي، متهمة الدوحة برعاية المنظمات الإرهابية ومطالبة إياها بتقليص علاقاتها مع إيران وتركيا، سارعت الكويت – وهي أيضاً عضو في هذا التكتل الخليجي – إلى لعب دور الوسيط سعياً منها لحل الأزمة، بينما حافظت سلطنة عمان – العضو السادس في التكتل – على علاقاتها الطيبة مع الدوحة.
ويشير جون تشيبمان، المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن دولة الإمارات ما فتئت تطرح علانية موضوع تشكيل مجموعة جديدة من التحالفات. وقال: “قد يكون الضرر الذي سيلحق بمجلس التعاون الخليجي دائماً وممهداً لتلاشيه تماماً”.
ولاحظ التقرير أن المنظمات الإقليمية، التي طالما حصلت على الدعم والمساندة من الأعضاء في المجلس “قد تخلص إلى اعتبار أن اللجوء إلى تدمير مجلس التعاون الخليجي ليس بالأسلوب الحكيم من الناحية الاستراتيجية”.
وهذا هو الرأي الذي تتبناه كل من واشنطن ولندن، وكلا العاصمتين يساورهما القلق إزاء ما يجري، وتسعيان لاحتواء هذا الخطر.