هذه هي الصور الأولى لأغلى خندقٍ بُني في العالم، على أمل أن يحمي السفارة الأميركية الجديدة في لندن من اختراق الإرهابيين.
وبُني الشريط المائي، الذي يبلغ عرضه 100 قدم، ويأخذ شكل نصف دائرة أمام المبنى، ليكون قادراً على تحمُّل أي نوع من الهجمات، على الرغم من أنَّ المسؤولين الأميركيين لقَّبوه مجازاً بأنَّه "معلمٌ مائي"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية (21|9).
وتعد السفارة، التي شُيِّدَت في منطقة ناين إلمز بلندن، من أجمل سفارات العالم، وبلغت تكلفة بنائها أكثر من مليار دولار أميركي، لكنَّ إتمام البناء تأخَّر كثيراً عن الموعد المُحدَّد له.
وبحسب الصحيفة البريطانية، كانت التأخيرات الأمنية تعني في البداية أن تؤجَّل مدة البناء من نهاية عام 2016 إلى ربيع 2017، لكن كما أثبتت الصور التي نشرتها "الديلي ميل" لا يزال الطريق طويلاً أمام الانتهاء من بنائها.
وبعد الإعلان عن المشروع في عام 2008، انتُقِدَت تكاليف البناء القياسية، والتصميم الذي يأخذ شكل مكعب زجاجي مُمَوَّج، ومدخل الخندق، فيما أعرب سكان قريبون عن مخاوفهم من أن تصبح منازلهم أهدافاً إرهابية غير مقصودة.
تكنولوجيا متطورة
كما انتقد البعض تصميم السفارة، الذي وصفوه بالمنفّر؛ نظراً إلى أنه يوحي بالانغلاق، وتحيط به دائرة من الحدائق والبحيرات التي تذكر بالخنادق التي كانت تُحيط بالقلاع التاريخية، وفقاً لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأميركية.
لكنَّ السفارة الأميركية الحالية في ساحة غروفينور صغيرة جداً وقديمة جداً؛ لأنَّها بنيت في الخمسينيات من القرن الماضي، وهي محفوفة بمشاكل أمنية كثيرة بالنسبة لعالمنا الحديث.
وستتضمَّن السفارة الجديدة ذات التكنولوجيا الفائقة حواجز خارجية واقية من القنابل، وحواجز مضادة للصدام (التي تشير الصور إلى أنَّ بناءها بدأ للتو)، لكن مُصمِّمها كيران تيمبرلاك لا يريد استخدام الإجراءات الأمنية المعتادة، مثل الجدران الأمنية العالية والمحيط الدفاعي.
وبدلاً من ذلك، أراد أن يخلق حواجز طبيعية عن طريق "التدرُّجات، والمماشي، والمساحات المزروعة"، وفقاً لموقع السفارة الأميركية.
وجاء في الموقع أنه "بدلاً من مساحة محاطة بجدار، يعد الموقع راحة حضرية مُرحِّبة من الشمال والجنوب، وحديقة للمدينة التي تدمج السفارة الأميركية الجديدة بمدينة لندن. واستُخدِمَت تصاميم مناظر طبيعية كبدائل عن الجدران والأسوار المحيطة".
حدائق السفارة
ولن يستخدم المبنى أي مواد كربونية من شأنها تلويث البيئة، وسيكون كذلك مكتفياً بذاته من ناحية إمداده بالطاقة، مما يعني أنَّه حتى لو كان هناك انقطاع في الطاقة بجميع أنحاء لندن، فسيكون قادراً بصورةٍ عملية على العمل خارج نطاق الشبكة فتراتٍ طويلة من الزمن.
وخلافاً لمعظم المباني المكتبية الزجاجية، والتي تبدو ملساء وحادة الحواف، سيبدو هذا المبنى ناعماً وأشبه بالوسادات، وذلك بفضل الأقمشة البلاستيكية خفيفة الوزن التي ستُعلَّق على واجهته مثل أشرعة القوارب، والتي ستكون جزءاً من الخلايا الضوئية التي يمكنها تحويل ضوء الشمس إلى طاقة، وفقاً لما جاء في "ديلي ميل".
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الزجاج سيحفظ أشعة الشمس، وسيمنع من نفاذ الوهج إلى الداخل، ما يسمح بالحفاظ على درجة حرارة المبنى الباردة.
وغالبية السفارات الأميركية التي لا تزال قيد الإنشاء، هي نتيجة برنامج حكومي أُطلق في عام 2011؛ للرفع من معايير تصاميم السفارات الأميركية، والذي أُطلق عليه اسم برنامج "Excellence in Diplomatic Facilities."
وتشير شبكة "سي إن إن" إلى أن أشهر المهندسين الأميركيين شاركوا في المشروع النخبة.
ولن يكون بناء السفارة الأميركية في لندن مَعلم التطور الوحيد في المنطقة؛ إذ يعد المبنى جزءاً من مشروع يُسمَّى "حدائق السفارة".
وسيجري بناء ما يقرب من 2000 منزل جديد، بالإضافة إلى عدد من المحلات التجارية، والمطاعم، والشركات، وفندق من 100 غرفة، ونادٍ صحي، وساحات للعب، وملاعب رياضية، وذلك وفقاً لمجلس واندسورث الذى وافق على المشروع.
في يونيو، أطلقت شركة إكوورلد باليمو الإيرلندية 25 شقة للبيع، بسعر يبلغ 1.35 مليون دولار مقابل المنازل التي تطل على "حمام السباحة المفتوح"، والذي سيكون الأول من نوعه في العالم.
ويعد حمام السباحة معلقاً حتى 10 طوابق في الهواء الطلق، ويبدو كجسر يصل بين مبنيَين سكنيَّين. ويتيح للسكان السباحة بين مبنيَين مع إطلالة على العاصمة.