أحدث الأخبار
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 06:49 . بسبب الحالة المناخية.. الدراسة والعمل عن بعد لجميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص... المزيد
  • 01:28 . "رايتس ووتش" تطالب أبوظبي بإنهاء الحجز الانفرادي المطول للمعتقلين وإسقاط التهم الموجهة ضدهم... المزيد
  • 11:14 . المستشار الزعابي: معتقلو الإمارات ضحية "نظام أمني قمعي" يتمدد في اليمن والسودان وليبيا... المزيد
  • 10:46 . البحرين تبحث عن مستثمرين في خط أنابيب لنقل النفط من السعودية... المزيد
  • 10:42 . مقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بأفغانستان... المزيد
  • 10:41 . وسط تزايد حوادث الكراهية والتمييز.. رايتس ووتش تتهم ألمانيا بالتقصير في حماية المسلمين... المزيد
  • 10:38 . فينيسيوس يقود ريال مدريد للتعادل مع بايرن في نصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 08:09 . جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ونظيراتها الإماراتية تغرق في التطبيع حتى أذنيها... المزيد
  • 12:58 . برباعية أمام كلباء.. الوصل يتأهل إلى نهائي كأس رئيس الدولة... المزيد

تقسيم المقسم في زمن العولمة

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 24-09-2017


أصبح العالم منذ فترة طويلة بسبب ثورة التكنولوجيا والمواصلات قرية كبيرة، ولم تعد الأنظمة قادرة على منع الشعوب من الوصول إلى المعلومات والثقافات العابرة للحدود. وعلى الرغم من التنوع القومي والديني والثقافي، إلا أن أي تطورات اقتصادية أو سياسية أو عسكرية في مكان ما في أنحاء العالم باتت تلقي بظلالها على مناطق أخرى، وربما على جميع سكان الكرة الأرضية.
الدول الغربية أدركت منذ عقود قدوم العولمة، وأهمية التوحد وتشكيل التكتلات لمواجهة التحديات الجسيمة. ومن هذا المنطلق ظهرت فكرة الاتحاد الأوروبي الذي يجمع اليوم تحت مظلته ثماني وعشرين دولة. وهو من أنجح التكتلات المبنية على أسس وقيم ومعايير، على الرغم مما يشوبه من خلل وازدواجية.
مواطنو دول الاتحاد الأوروبي يتنقلون بين الدول الأعضاء بكل حرية وسهولة، بل هناك أماكن في القارة العجوز لا يفصل بين دولتين أوروبيتين غير خط ملون يزين أرضية المكان. لا جدران، ولا أسلاك شائكة، ولا حراس حدود، أو جنود. بل ترى مقاهي لو تجلس في زاوية لها تكون في دولة، وتجلس في أخرى فأنت في دولة أخرى.
بخلاف توحد الدول الأوروبية، نرى العالم الإسلامي للأسف الشديد مقسماً إلى دول متناحرة، تفصل بينها جدران عالية، وأسلاك شائكة، تحرس حدودها قوات عسكرية مدججة بأسلحة مختلفة، ولا تسمح لأحد بالعبور، ويحتاج المرء إلى إجراءات معقدة للتنقل بين تلك الدول، وربما لا يستطيع نهائياً.
العالم الإسلامي الممزق ما زال مستهدفاً لتقسيم المقسم، ويرغب الأعداء في تقسيم الدول إلى دويلات، وتقسيم الدويلات إلى الكانتونات، ليسهل تدخلهم في شؤون الأمة ونهب ثرواتها. ويشجعون المسلمين على الانقسام، ويحرضون بعضهم على بعض، تحت شعارات زائفة، فيما يتوحدون هم أنفسهم لتشكيل كيانات أكبر وأقوى، ليحفظوا أمنهم ومصالحهم.
فلسطين تعاني منذ سنين من آثار الانقسام السياسي البغيض، ولم يستفد منه غير المحتل الصهيوني، وتم تقسيم السودان وفصل الجنوب عن الشمال، إلا أن هذا الانفصال لم يأت لسكان الجنوب بأي خير وسعادة ورفاهية، بل تعاني الدولة الوليدة وضعاً اقتصادياً بالغ الصعوبة، لدرجة أنها اضطرت لإلغاء الاحتفال بذكرى انفصالها، كما يواجه حوالي نصف سكانها نقصاً كبيراً في الغذاء.
دول المنطقة كلها مهددة بشبح التقسيم، بدءاً من العراق وسوريا. وهناك قوى عالمية تخطط لهذا التقسيم، وأخرى إقليمية تدعمه لحسابات ضيقة، إلا أن المزيد من التقسيم في هذه المنطقة الساخنة قد يشعل فتيل صراعات دموية وفتن كبرى بين مكوناتها، لا يسلم أحد من الاحتراق بنيرانها.
ما نحتاج إليه نحن أبناء هذه المنطقة والعالم الإسلامي، هو الكفاح من أجل الحقوق، والحريات، والمواطنة على أسس المساواة، والديمقراطية، والمشاركة في صنع القرار، بدلاً من الصراعات والقتال وسفك الدماء وتدمير المدن من أجل القومية والعصبية الجاهلية، ونزاعات أمراء الحرب، وأهواء القادة السفهاء.
العالم الإسلامي الممزق في غنى عن مزيد من التمزيق والتقسيم، وليس بحاجة إلى الشحن القومي والإثني والمذهبي، بل يحتاج إلى تعزيز الأخوة والمحبة بين أبنائه.
ومن المؤسف للغاية أننا كنا نحلم في الأمس القريب بحرية التنقل والتكامل بين الدول الإسلامية، ولكننا نرى اليوم إقامة مزيد من الجدران والأسلاك الشائكة، ومزيد من التقسيم والتشرذم.;