دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حكومات الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده عام 2015، مؤكداً أن الولايات المتحدة قد تنسحب منه خلال أكتوبر المقبل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، في الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري، أن اختبار طهران صاروخاً باليستياً، وتعاونها مع حكومة كوريا لشمالية، يؤكدان أنه "فعلياً لا يوجد اتفاق".
وتوقَّع ظريف، في تصريحات لرؤساء تحرير صحيفتي "الإندبندنت" و"فايننشيال تايمز" البريطانيتين، أن تنقلب إدارة ترامب على الاتفاق النووي مع بلاده، مطالباً أوروبا بعدم السير خلف واشنطن؛ لأن ذلك سيقوِّض الاتفاق نهائياً، وفق ما نقله موقع "روسيا اليوم"، السبت.
ورجَّح ظريف أن تدَّعي إدارة ترامب، في 15 أكتوبر المقبل، أن بلاده لا تلتزم بالاتفاق، داعياً أوروبا إلى مواجهة هذا الموقف الأمريكي، فيما لو خرجت واشنطن من الاتفاق.
ويفترض أن يبلغ ترامب الكونغرس، منتصف أكتوبر، إذا ما كان يعتبر أن طهران تفي بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي، من عدمه.
وفي حال اعتبر أنها لا تلتزم، فسيفتح ذلك المجالَ أمام عقوبات أمريكية جديدة بحق إيران، وقد ينتهي الأمر إلى انهيار الاتفاق.
وحذر الوزير الإيراني من أنه "لو اتبعت أوروبا خُطا واشنطن، فإن الاتفاق النووي سيقوَّض، وستكون إيران مضطرة إلى استئناف أنشطتها النووية بتكنولوجيا أكثر تطوراً من ذي قبل".
وقال ظريف: "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشجع إيران على استمرار الالتزام بقيود الاتفاق النووي على برنامجها النووي السلمي، هو تمسُّك سائر الموقِّعين الآخرين بالاتفاق وأن يواجهوا واشنطن.
ويشمل الاتفاق، إلى جانب واشنطن، كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
ونوّه ظريف إلى أن ترامب "يمارس سياسة لا يمكن التكهّن بها"، مضيفاً: "هو الآن يميل بها نحو عدم الثقة".
وتابع: "أتوقع ألا يؤكد (ترامب) التزام إيران بخطة العمل المشترك، وأن يخوّل الكونغرس اتخاذ القرار في هذا الشأن"، مؤكداً: "الاتفاق سمح لإيران بمواصلة البحث والتطوير، ولذلك فقد رفعنا مستوى أساس تكنولوجيتنا".
وشدد الوزير الإيراني: "لو قررنا الخروج من الاتفاق، فسنخرج بتكنولوجيا أرقى مقارنة مع الماضي، إلا أن أنشطتنا ستكون سلمية دوماً؛ لأن العضوية في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا علاقة لها بهذا الاتفاق، لكننا لن نلتزم بالقيود التي قبِلنا بها في إطار الاتفاق".
واعتبر ظريف الخروج من الاتفاق النووي أحد خيارات طهران، مضيفاً: "لدينا خيارات أخرى ترتبط بكيفية تصرف سائر أعضاء المجتمع الدولي مع أمريكا".
وفي حال حذت أوروبا واليابان وروسيا والصين حذو الولايات المتحدة، فستكون هذه نهايةَ الاتفاق، بحسب ظريف.
ورفض ظريف ما قال إنها "مزاعم حكومة ترامب بأن إيران نقضت مقدمة الاتفاق النووي، التي تتحدث عن دور هذا الاتفاق في الأمن والسلام". وقال إن الاتفاق النووي ورغم أنه لم ينفَّذ بصورة كاملة فقد أدى دوراً في أمن المنطقة وسلامها، بحسب "الخليج أونلاين".