دافع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن دور مليشيا "الحشد الشعبي" الإرهابية المدعومة من إيران، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في بغداد.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى العراق، بعد ساعات من رفض الحكومة العراقية دعوته لها بإعادة الفصائل المسلّحة المدعومة من إيران إلى ديارها.
وفي تصريحاته في مستهلّ لقائه مع تيلرسون، قال العبادي: إن "الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة"، رافضاً اتهامها بالعمل نيابة عن إيران.
وقال العبادي: "علينا تشجيع مقاتلي الحشد؛ لأنهم سيكونون أملاً للبلد وللمنطقة".
والعراق واحد من الدول القليلة التي لها علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، ويبدو أن محاولات تيلرسون إفساد العلاقة بين بغداد وطهران جاءت بنتيجة عكسية، وأدّت إلى صدور بيان حادّ اللهجة من مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي.
وتأتي زيارة تيلرسون للعراق بعد يوم من اجتماع مشترك نادر مع العبادي والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في العاصمة السعودية الرياض.
وعقب ذلك الاجتماع، دعا تيلرسون العراق إلى وقف عمل الفصائل المدعومة من طهران، والتي تساند القوات الحكومية في معاركها ضد تنظيم الدولة، وكذلك في الهجوم الخاطف الذي شنته تلك القوات، الأسبوع الماضي، وسيطرت خلاله على مدينة كركوك من قوات الأمن الكردية.
وقال تيلرسون، يوم الأحد، في السعودية: "بعد أن أوشك القتال ضد الدولة الإسلامية على الانتهاء، فإن الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق يجب أن تعود إلى ديارها".
وردّ مكتب العبادي بحدّة على ذلك التصريح.
وقال بيان صادر عن مكتبه: "لا يحقّ لأي جهة التدخّل في الشأن العراقي".
وردّت جماعة عصائب أهل الحق، وهي أيضاً إحدى الفصائل المقرّبة من إيران، على تصريحات تيلرسون بأن الأمريكيين هم من سيضطرّون لترك العراق.
وقال قيس الخزعلي، زعيم الجماعة، إن على القوات الأمريكية الاستعداد لمغادرة العراق "بعد الانتهاء من عذر وجود داعش".
كما شككت صحيفة "القدس العربي" في افتتاحية اليوم بنجاح مساعي السعودية والإمارات ونظام الانقلاب في مصر بالتفريق بين حكومة بغداد الطائفية ونظام الولي الفقيه في طهران.
وقالت الصحيفة: "«استراتيجية» المحور السعودي ـ المصري نحو العراق إذن قائمة على أسس هشة وأوهام مكينة، ومنافستها لإيران في مجالات قوتها الطائفية والسياسية والعسكرية التي تمارسها على الشيعة العرب في العراق هي منافسة غير قابلة للنجاح"، على حد تقديرها.