يُنظّم سلاح الجو الإسرائيليّ أحد أكبر وأكثر المناورات الجوية تعقيدًا في تاريخ الملاحة الجوية، وذلك في مستهل الأسبوع المقبل في جنوب إسرائيل، وفقا لما نشره موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت)، على الإنترنيت (YNET)، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب.
وبحسب المصادر عينها فإنّه من المُتوقّع أنْ يشارك فيه نحو 100 طائرة ومقاتلة وبضع مئات من الطيّارين والجنود وقوى الدعم اللوجستي المرافقة، من الولايات المتحدة، اليونان، بولندا، فرنسا، ألمانيا، الهند وايطاليا.
وشدّدّت المصادر على أنّ المناورة، التي تبدأ الأحد القادم، أيْ يوم بعد غدٍ، في القاعدة العسكرية “عوفداه” قرب إيلات في الجنوب (أم الرشراش)، ستقتضي إغلاق المجال الجويّ على فتراتٍ متقطعةٍ، ولذلك ففي الأسبوعين اللذين تجري فيهما هذه المناورة سيحصل تغيير في الرحلات الجوية المدنية التي تعمل في القسم المدني من مطار “عوفداه”، أكّدت المصادر.
ولفتت المصادر إلى أنّ الأسراب الجوية الحربية تجتمع في الأسبوع المقبل في إسرائيل للمشاركة في هذه المناورات المشتركة التي تنظم مرة كل سنتين للحفاظ على جاهزية هذه الجيوش الحليفة. من جانبه أعلن الجنرال ريتشارد هيخت، كما أفاد الموقع الإخباريّ-العبريّ، المسؤول عن العلاقات الدولية في سلاح الجو الإسرائيلي، أعلن أنّ هذه ستكون المشاركة الأولى لأربع من بين القوات الجوية السبع المشاركة في العملية المسماة “العلم الأزرق”، والتي انطلقت عام 2013 ثم نظمت أيضًا في عام 2015، حينها بمشاركة اليونان، الولايات المتحدة، وبولندا. ولفت هيخط إلى أنّ الكل يريد المشاركة في المناورات مع سلاح الجو الإسرائيليّ، إنّه امتياز، على حدّ تعبيره.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ الجيوش الأخرى ترى أنّه هناك ما يتعلموه من سلاح الجو الإسرائيليّ، ففي فضائنا الجويّ الضيق والبيئة المحيطة بنا الأمور تكون متوترة جدًا. الروس هنا، الكثير من قوات الجو العالميّة تمر عبر المنطقة في طريقها لتنفيذ عمليات في سوريّة ومناطق أخرى في المنطقة. لذا فنحن نوّفر نوعًا من مختبر المعركة، والذي تكسب فيه القوات العابرة هنا المهارات اللازمة لمواجهة التهديدات المتزايدة.
وأوضح هيخط أنّ التركيز في مناورات “العلم الأزرق” هي على التعاون وليس التنافس بين القوات الجوية المشتركة، بعكس مناورات “العلم الأحمر” التي ينظمها سلاح الجو الأمريكيّ سنويًا في القاعدة الجوية “نيليس″ في نيفادا.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد أنّ الهدف هو التعاون والتخطيط المشترك لأجل تنفيذ عمليات مشتركة، وتطوير المهارات في التعاون بين قوات جوية من دول مختلفة. وتابع قائلاً: هناك فرق كبير بين لقاء جنرالات للتخطيط لعمليات مشتركة وبين اجتماع الآلاف من المقاتلين عمليا للتخطيط والتدرب سويةً، بحسب أقواله.
وبحسب المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، كما ذكر الموقع الإخباريّ-العبريّ، فإنّ مجموع الطائرات المشاركة تصل إلى نحو 100 طائرة، بمشاركة 40 دولة بصفة مراقب في المناورات. وعن مشاركتها قالت الهند، كما نقلها الإعلام الإسرائيليّ إنّ قدومها إلى إسرائيل يمثل الجانب الوطيد في العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين والتي تتطور سريعًا مع إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أنّ الإعلان عن المُناورة يأتي متزامنًا مع ما نشره المرصد السوريّ لحقوق الإنسان أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ قصف مساء الأربعاء مخزنًا للأسلحة في ريف حمص بوسط سوريّة، بينما أكّد الإعلام العربيّ-السوريّ أنّ مضادات الجيش السوري ردّت على العدوان، بحسب موقع "راي اليوم".