أحدث الأخبار
  • 09:18 . الجيش السوداني يستنكر اتهامات أبوظبي له بمهاجمة مقر إقامة السفير بالخرطوم... المزيد
  • 08:16 . هل تضع بريطانيا حقوق الإنسان أولاً قبل بيع الأسلحة لأبوظبي؟... المزيد
  • 07:55 . إيران تؤكد: لن نرسل مقاتلين إلى لبنان أو فلسطين لمواجهة "إسرائيل"... المزيد
  • 06:50 . أكثر من 150 شهيداً وجريحاً بغارات الاحتلال الإسرائيلي جنوب وشرق لبنان... المزيد
  • 06:29 . فلاي دبي تمدد تعليق رحلاتها بين دبي وبيروت... المزيد
  • 01:02 . الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن غزو وشيك للبنان وخطط لتغيير المنطقة... المزيد
  • 11:54 . النفط يرتفع نتيجة مخاطر مرتبطة بالإمدادات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:29 . خفض أسعار الوقود في الإمارات للشهر الثاني على التوالي... المزيد
  • 11:13 . اعتماد تاريخ 28 فبراير "اليوم الإماراتي للتعليم"... المزيد
  • 10:49 . أتليتكو مدريد ينجو من السقوط أمام جاره الريال في الدوري الإسباني... المزيد
  • 10:42 . الإمارات تتهم الجيش السوداني بقصف مقر السفير في الخرطوم... المزيد
  • 12:42 . توتنهام يضرب مانشستر يونايتد بثلاثية بعقر داره بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 12:35 . الإمارات تستثمر 30 مليون دولار لدعم غانا في التنوع البيولوجي والمناخ... المزيد
  • 10:13 . هل تشكل أبوظبي قوة استقرار في الشرق الأوسط؟.. تقرير أمريكي تجيب... المزيد
  • 09:27 . وزير الدفاع الأمريكي يوجه بتعزيز قدرات جيش بلاده في الشرق الأوسط... المزيد
  • 08:11 . حذرت من حرب شاملة.. إيران تتوعد بالرد على اغتيال نائب قائد الحرس الثوري... المزيد

وماذا بعد أن تغيرنا؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-11-2017


حين يتاح لك أن تجلس بهدوء كامل مسترجعاً ذلك الشاب الذي كنته قبل عشرين أو ثلاثين عاماً، ماذا ترى؟ وكيف تشعر؟ ثم كيف تنظر إلى هذا الكيان الذي أصبحت عليه، هذا الإنسان الذي يجلس معك ويصحبك في كل لحظة، واثقاً وممتلئاً بالخبرة والتجارب والمعرفة، بالآلام وبالكثير من الذكريات، هذا الشخص الأكثر هدوءاً ويقيناً ورضاً، وأقل نزقاً وغضباً وتسرعاً؟

أنت تتغير عبر الأيام، أو لنقل إنك تغيرت فعلاً، إن ذلك لا يدعو للغضب أو الخجل، فأنت لم تستبدل قناعاتك ولم تغير مواقفك على طريقة المقايضات أو المساومات من أجل مصالح أكثر، أنت تغيرت لأنك فهمت أكثر، وعرفت أكثر، وراكمت خبرات وتجارب أعمق، نضجت أفكارك وقدرتك على الفهم وسبر الأغوار، فاتسعت رؤيتك للحياة وللناس ولنفسك، لم تعد موزعاً على عشرات الساحات والجبهات، لم تعد منتمياً للكثير من العلاقات والأصدقاء ونوادي الثرثرة، أصبح أصدقاؤك أقل لكنهم أبقى، ورغباتك واضحة، وما عدت تائهاً بين ما لا يحصى من الأحلام، نضجت فاتسعت رؤيتك، وحين تتسع الرؤية كما قال النفري تضيق العبارة!

سألني قارئ ذات يوم، أنتِ لا تكتبين كما السابق بذاك الاندفاع والحماس اللذين كانا، تذكرت كاتب الأوروغواي الشهير كارلوس ليسكانو حين قال يوماً (ثمة صعوبة في أن أكتب - أكثر مما كان عليه الأمر قبل عشرين عاماً - بلا اندفاع أو رغبة ودون البراءة التي كنت أكتب بها فيما مضى أو دون الإيمان والعنف اللذين كانا يحركانني سابقاً).

قلت للقارئ أنت كما ترى أنني لست الشخص ذاته الذي كنته قبل خمسة عشر عاماً، لقد تدفقت مياه كثيرة تحت جسور الأيام، وتغير كل شيء، نحن كبشر نتغير كما تتغير الحياة حولنا.

‎أتذكر اليوم وأنا أعبر مسارب الذاكرة، وأسير بتعب القلب في مسارات الذي كان منذ سنوات، كم من البلاد زرت منذ بدأت أكتب، كم من البشر عرفت وقابلت؟ كم مرة حزمت حقائبي، وكم مرة فككتها، عدد المطارات التي عبرتها، والفنادق ومحطات القطارات التي مررت بها حاملة دهشة اللقاء الأول، وشعور المتعة بمعرفة أمكنة ما كانت تخطر على البال، عدد سائقي سيارات الأجرة الذين أقلّوني إلى فنادق نسيت أسماءها، وشوارع ما عدت أتذكر عناوينها، عدد الساحات والأسواق التي مشيت فيها، والمكتبات التي زرتها والكتب التي اقتنيتها وقرأتها، والبحار والأنهار والسفن التي ركبتها، والجبال التي وصلت إلى أعلاها بصحبة أعزة لا زالوا في البال، وتلك المقاهي التي قدمت لي ألذّ مشروباتها في بلاد بلا عدد، وتلك الأكشاك التي توقفت عندها والتذكارات التي اقتنيتها، بعد كل ذلك أيعقل أن نظل كما نحن، ألن تضيق بعد كل هذا عباراتنا واندفاعاتنا لتتسع رؤانا ونظرتنا؟ تلك هي الحياة كما نعيشها جميعاً!