قبل حوالي 50 عاماً، أوقف القائمون على صناعة السكر تمويل الأبحاث التي بدأت تُظهِر شيئاً أرادوا إخفاءَه: وهو أنَّ تناول الكثير من السكر يرتبط بالإصابة بأمراض القلب.
السكر أحد أكثر المكونات ضرراً بالجسم؛ ليس فقط لاحتوائه على كمية هائلة من السعرات الحرارية، بل لتأثيره السيئ في عملية التمثيل الغذائي، ورفع نسبة الكوليسترول بالدم ومقاومة الإنسولين وتراكم الدهون في مناطق خطيرة، منها الكبد والبطن، ما يؤدي للإصابة بأمراض كثيرة، منها أمراض القلب والسكري والسمنة والسرطان.
اهتم المسوقون باحتياجات المستهلك، فلجأوا إلى إيجاد بدائل للسكر بعد موجة التوعية بمخاطره، بحسب موقع Health line ،ثم أوهموا المستهلك بأنها أكثر فائدة باعتبارها المخلّص من مخاطر السكر المتعددة
وتكشف دراسة جديدة نشرها موقع The verge الأميركي عن الجهد الذي يبذله القائمون على صناعة السكر منذ عقود لإسكات صوت الأبحاث الناقدة له.
حلل باحثون في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو حديثاً وثائق تاريخية تتعلق بدراسة أُجريت على فأر تحمل اسم "مشروع 259" تم تدشينها عام 1968.
وقد جرى تمويل الدراسة من جانب مجموعةٍ تجارية تعمل في صناعة السكر تُسمَّى "المؤسسة الدولية لبحوث السكر"، وتُسمى اختصاراً ISRF، أجراها الدكتور دبليو. إف. بوفر بجامعة برمنغهام.
حين بدأت النتائج الأولية المنبثقة عن الدراسة تُظهِر أن تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن يكون ذا صلة بالإصابة بأمراض القلب، بل وحتى سرطان المثانة، أوقفت المؤسسة تمويل البحث، مما أدى إلى إنهاء الدراسة ولم ترَ نتائجها النور أبداً، وذلك وفقاً لدراسة نُشِرت الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، في دورية PLOS Bioogy.
وفي 2016، أظهرت نفس مجموعة الباحثين في جامعة كاليفورنيا أنَّ المؤسسة الدولية لبحوث السكر دفعت في الستينيات أيضاً أموالاً لعلماء في جامعة هارفرد لإضفاء الغموض على العلاقة بين السكر والإصابة بأمراض القلب، ودفعتهم إلى تحميل مسؤولية الإصابة بأمراض القلب إلى الدهون المشبعة بدلاً من السكر.
وتضيف الدراسة التي نُشِرَت في دورية "PLOS Biology" المزيد من الأدلة على أنَّ القائمين على صناعة السكر، بأموالهم التي يخصَّصونها للأبحاث، قد ساعدوا في صرف انتباه الرأي العام عن الآثار الصحية السلبية المحتملة التي قد تنتج عن استهلاك السكريات المضافة.