أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يوم الإثنين، أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون تركيًا أو إيرانيًا، بعيدًا عن الدور العربي.
وقال قرقاش عبر حسابه على “تويتر”:” إن الحل السياسي في سوريا، هو الطريق الوحيد للأزمة الدموية المشتدة؛ ولكنه بكل واقعية، لا يمكن أن يكون حلًا إيرانيًا أو تركيًا، وأن يغيب عنه الدور والبعد العربي”.
وانتقد قرقاش في تغريدة ثانية ما وصفه بالدور الثانوي للدول العربية في الأزمة السورية، قائلًا: “إن من المؤسف في التطورات الدولية للأزمة السورية تهميش الدور العربي؛ فباستثناء جهود الرياض في توحيد صفوف المعارضة؛ نرى أن التوافق الروسي الإيراني التركي غالب، والدور العربي ثانوي”.
وكانت المعارضة السورية اجتمعت، الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض، من أجل توحيد وفدها برئاسة نصر الحريري في مفاوضات جنيف 8، التي تنطلق يوم الثلاثاء الـ28 من نوفمبر الحالي، بمشاركة مخلتف أطراف النزاع السوري تحت رعاية أممية.
وجاءت تصريحات قرقاش مع مجرزة روسية أودت بحياة 53 مدنيا 33 منهم أطفال دون أن يدين أو يستنكر هذه المذبحة.
ويقول مراقبون إن قرقاش ينتقد الدور التركي بصورة أساسية، لأن روسيا وإيران لهم سياسة واحدة في سوريا ضد الشعب السوري وموافقة لنظام الأسد الدموي.
وقال مراقبون إن الدور العربي هو الذي أقصى نفسه منذ سماح السعودية بسقوط حلب العام الماضي جراء القصف الروسي المتواصل دون أن تقدم للثوار صواريخ مضادة للطائرات. كما أن الدور العربي موجود في سوريا، بتدخل نظام الانقلاب في مصر لصالح النظام في دمشق، إلى جانب جناح من المعارضة السورية محسوب على مصر يسمى "منصة القاهرة".
ويستذكر مراقبون أن دولة الإمارات هي التي تقف ضد الدور السعودي في سوريا وساندت نظام السيسي، وترددت تقارير إعلامية أن أبوظبي كانت من بين الأطراف الداعمة "للتدخل" الروسي في الثورة السورية لصالح قمع الثورة، بحسب اتهامات ناشطين سوريين. وشهد الإعلام الإماراتي الرسمي مضمونا إعلاميا مكثفا يدعم العدوان الروسي في سوريا ويصف العدوان بأنه حرب "ضد الإرهاب" وكذلك تطابق مع التصريحات الرسمية للخارجية الإماراتية ورئيسة المجلس الوطني أمل القبيسي.
وتقول مصادر سورية معارضة إن السعودية تخلت عن شرط رحيل الأسد، وكذلك تركيا تحذو حذوها في هذا المضمار، في وقت يطالب فيه إعلاميون وناشطون بأن تستأنف الرياض دعمها العسكري لما تبقى من فصائل الثورة خاصة بعد تحييد داعش، إذا كان هناك من موقف عربي يمكن أن يكون فاعلا ومؤثرا، لأن مجرد الاعتراض على أدوار الأخرين ليس عملا سياسيا، وإنما مناكفة إعلامية، بحسب محللين.