أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

المدن حياة وذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-11-2017


وما الدنيا سوى مدن تتقاذفنا، ومدن تنغرس في أرواحنا ولا تغادرنا، تسكن ذاكرتنا، وتصير جزءاً من أحلامنا، فإذا أردنا أن نتعرف على الحياة على حقيقتها تذكرنا مدن الشرق القديمة. وإذا أردنا أن نعب الحياة بلا تردد وبلا تنقيب في عروق الأيام الصعبة حضرت بيروت، والقاهرة وبرشلونة وروما. إذا فكرنا في الحنين حضرت جزر اليونان والمتوسط، فيحضر التاريخ ليسر في أذنك أن (أجمل التاريخ كان غداً).

هناك مدن تؤلمنا، تجرح أرواحنا لأنها لملمت أمسها ونبضها دون أن نتمكن من مد أيدينا لنمسها ونلمسها، وإن لأجل الذكرى أو البركة على الأقل : تلك بغداد ودمشق المدينتان اللتان تشكلان غصة المدن في داخلي لأنني لم أرهما رغم تطوافي مدناً بلا حصر.

وفي الحقيقة فإن حياتنا لم تصادرها مدينة بعينها، وذاكرتنا لم تحتكرها مدينة واحدة بما فيها مدينة المولد والنشأة. نحن لسنا أبناء مدينة محددة، نحن أبناء الحياة، والحياة ليست إلا مدناً بلا عدد، نحن أبناء كل مدينة تركنا فيها وقع أقدامنا، بصمات صوتنا، مواعيدنا في المقاهي، ضحكاتنا، لقاءاتنا. ألم تأخذ هذه المدن شيئاً منا؟ ألم تقبض على لحظة حقيقية من عمرنا؟ فكيف لا تكون مدينتنا وإن في تلك اللحظة الخاطفة؟ المدن ليست كالنساء فقط، المدن كالحياة، بل هي الحياة في أعمق معانيها.

ولا يتصور أحدنا أنه إذا أحب مدينة غير مدينة مولده، فكأنه خان مسقط رأسه، تلك سذاجة التأويل وقراءة المعنى، فأنت تحب ما يحقق لك احتياجاتك وأحلامك، وما يأنس له قلبك وتثق فيه روحك وإن ليومٍ واحد. إن مدينة صغيرة تحتفي بفرحك، وتقيم قداس حياة لأجلك لتمنحك متعة الوقت فلا تشعر أقضيت فيها يوماً أم أن ذلك اليوم كان شهراً. هذا التكثيف للوقت يكفي لتحمل هذه المدينة في ذاكرتك ما حييت، وتظل تشاكس من كانوا في معيتك ذلك اليوم: أفعلاً كان ذلك الوقت يوماً؟ أجمل الأيام ما كان ممتلئا بالوقت العميق الذي بلا توقيتات ساذجة، و(أجمل التاريخ كان غداً)!

نحن لا نولد في مدينة واحدة، نحن نولد في كل المدن التي نسكنها، ونحبها، ونثق فيها، ونأمن إليها وفيها، أليس الحب ثقة وأماناً، أليست الولادة فعل حياة بدأ بالحب أساساً، ألم نخلق ونتخلق في لحظة حب؟ فالمدن التي نحبها هي تلك التي منحتنا حق الثقة فيها والاختباء في قلبها بأمان. وماذا نريد في حياتنا أكثر من الحب والأمان.