هزت عاصفة رياضية وسياسية الساحة الإماراتية الساعات الماضية بصورة غير معهودة ولا مسبوقة جراء صورة جمعت يوسف السركال رئيس الهيئة العامة لرعاية الرياضة الذي تم تعيينه مؤخرا بقرار من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، مع رئيس اتحاد الكرة القطري حمد بن خليفة، على هامش حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في تايلند.
وما إن نشرت صورة أولى لعناق جمع السركال والرياضي القطري حتى انهالت اتهامات التخوين والسب والشتائم عليه من كل حدب وصوب، ولكأنه صافح محتلا إيرانيا للجزر الإماراتية أو محتلا إسرائيلا للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، على حد تعليق ناشطين إماراتيين.
السركال الذي وجد نفسه في دائرة من الاتهامات والتخوين، سارع لإصدار بيان شديد اللهجة ضد الدوحة، كال فيها الاتهامات والشتائم أيضا لتبرئة نفسه من هذه "الجريمة".
وقال السركال في بيانه، إن مشهد العناق مع نظيره القطري: "كان مدسوساً ومدبراً من قبل الوفد القطري، الذي قام بتسريب الصور ووظفها بشكل خسيس"، مشيراً إلى أنه "يرفض المزايدة على وطنيته"، على حد تعبيره. إذ باتت مصافحة الخليجي لأخيه الخليجي انتقاصا من الوطنية والعناق أصبح مؤامرة على حد قول ناشطين.
وقالت الصحف الرسمية عن صورة العناق: "وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، قد تناولت عناق السركال مع رئيس الاتحاد القطري بغضب شديد، وأثارت الصور جدلاً واسعاً بين الجماهير"، على حد تعبير "الإمارات اليوم".
وتابع السركال للمبالغة في تبرئة نفسه: "قطر دولة داعمة للإرهاب، والمقاطعة عملية عادلة، ولا تهاون فيها، وهم يحاولون استغلال الرياضة وتوظفيها لتحقيق مكاسب سياسية لدعم قضاياهم الخاسرة، وتوظيف تلك الصور بشكل خسيس خير دليل على ذلك"، على حد وصفه.
ولكن مغردين محسوبين على جهاز الأمن رفضوا بيان السركال، ونشروا مزيدا من الصور تظهر السركال وزميله القطري وهم يجلسون في لقاء مطول ويتبادلون الأحاديث الودية.
وكتب حمد المرزروعي: "لا يعنيني منصبك ما يعنيني مقاطعة الإمارات لهذه الدولة الداعمة للإرهاب، للأسف، لا أتشرف بك يا نعال"، على حد بذاءته.
أما محمد نجيبب فقد قال: "كذاب يا يوسف ارتميت بأحضانهم بمحض إرادتك احفظ ماء وجهك وقدم استقالتك لم يعد يشرفنا أن تكون واحدا منا"، على حد قوله.
وقال نجيب في تدوينة أخرى:" من توددت لهم أعدائنا، من توددت لهم خونة وناقضي العهد، هم أوسخ البشر، لتذهب معهم إلى الجحيم"، على حد تفوهاته.
وتابع "نجيب": ما فعلته بعرفنا هو العار هو الخيانة هو الحنث بولاء القسم"، على حد زعمه.
وإزاء هذه الموجة العاتية التي سممت أجواء الإماراتيين طوال الساعات الماضية، استنكر الإماراتيون هذا الخطاب المنحدر في التعامل مع المسألة برمتها، مطالبين بأن تكون دعوات التسامح التي يطلقها إعلامنا ليل نهار هي ما يطفو على السطح مع السركال على الأقل، وليس مع قطر إن أصر البعض على الذهاب بعيدا في إظهار العداء لدولة وشعب خليجي حتى شهور قليلة ماضية كان الشيخ تميم يزور أبوظبي ويلتقي محمد بن زايد في فبراير الماضي، وقبلها محمد بن زايد زار الدوحة عدة مرات.
واستذكر الإماراتيون صورة نشرها الإعلام الإسرائيلي مؤخرا تضم لاعبين إسرائيليين في أبوظبي مع ممثلين عن هيئة الرياضة الإماراتية ليقدموا اعتذار الإمارات الرسمي لهما لرفض لاعب مصارعة إماراتي مصافحة لاعب إسرائيلي في بطولة الجودو التي استضافتها أبوظبي هذا الشهر.
ويقول ناشطون، في كل الدنيا، تشكل الرياضة فرصة لتخفيف الاحتقانات السياسية وترطيب الأجواء السياسية الملبدة بفعل مراهقي السياسة، إلا في دولة الإمارات فإن الروح الرياضية غائبة تماما والصراع السياسي يفجر أي فرصة لالتقاط الأنفاس.