أحدث الأخبار
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد

حين يأتي التطرّف من البيت الأبيض مباشرة!

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 11-12-2017


هل كان قرار دونالد ترمب مفاجئاً؟ طبعاً لا؛ فهو وعد به مرشحاً ثم رئيساً، وكان متوقّعاً في الأسبوع الأول لولايته، لكنه أخّره ريثما يضع صهاينة فريقه أيديهم على الملف، وكذلك وفقاً لحسابات ومصالح لا علاقة لها بوضع خطة جديدة لإحياء عملية السلام.
هل كان الفشل العربي في استباق القرار والحيلولة دون صدوره مفاجئاً؟! طبعاً لا؛ فالقمة العربية التي انعقدت أواخر مارس الماضي في الأردن أُحيط قادتها علماً بأن هذا الرئيس الأميركي سيخلّ بالأعراف التي كان أسلافه يراعونها؛ لئلا يخرّبوا مقوّمات ما يُسمّى «عملية السلام» أكثر مما هي مخرّبة!
عناصر كثيرة دخلت على الخط لتضييع البوصلة العربية. كان يُفترض أن يبدأ تحرك دبلوماسي تديره الجامعة العربية وتستحث فيه منظمة التعاون الإسلامي ودول حركة عدم الانحياز والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بمختلف منظماتها، بغية إشعار واشنطن بحجم الاعتراض الدولي على أي خطوة أميركية للمسّ بملف بالغ الحساسية مثل القدس. لكن إدارة ترمب وإسرائيل تلاعبتا بالأجندة العربية، سواء بإشغال الفلسطينيين والعرب بإغلاق المسجد الأقصى ومحاولة وضع اليد عليه، أو بالإيحاء بأن «مبادرة سلام» على وشك أن تُعلن بعدما التقى ترمب تباعاً رئيس الوزراء الإسرائيلي وعدداً من القادة العرب، وبالتالي ينبغي انتظارها لأنه يُستبعد/ أو لا يُعقل أن يقدم ترمب على أي خطوة مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إذا كان في صدد طرح مبادرة يريد لها قبولاً فلسطينياً.
لكن معايير العقلانية السياسية لا تبدو صالحة في تقييم سياسات ترمب، كذلك مقاييس القانون الدولي؛ فهو يعوّل على تفاهمات غير علنية خارج القوانين وقرارات الشرعية الدولية، ويبدو أنه حصل عليها من جهات عربية خرجت بدورها عن أبسط شروط «الاعتدال» التي تتطلّب عدم التفريط في بقية القدس بشكل مجاني، إن لم يكن من أجل مصلحة عربية أو إسلامية، فعلى الأقل لمصلحة فلسطينية. والآن، بعدما وقعت الواقعة، لم يدرك المتهاونون أن المكاسب التي ربما يحصلون عليها لقاء صمتهم لا توازي بل لا تُقارن بحجم الأضرار التي سيتسبّب بها قرار ترمب، وبالأخص استغلال إسرائيل لهذا القرار بتوسّعها في تطبيق مفهوم السيادة على الأماكن المقدّسة.
من الطبيعي أن تهبّ انتفاضة جديدة؛ فالشعب الفلسطيني لا يستطيع أن يصمت إزاء عدوان سافر ومتعمّد يرتكبه رئيس أميركي على حقوقه الأساسية، وإزاء إجحاف يهدف إلى إقفال الخيارات والسبل أمامه. هذه المرة جاء التطرّف من البيت الأبيض مباشرة؛ إذ دمّر ترمب كل أمل في السلام، مع علمه المسبق بأنه سيؤدي إلى تفجّر العنف وإهدار الدماء. فمنذ رمى العرب خيار الحرب مع إسرائيل، صارت حروبهم داخلية.. ومنذ أخفقوا في إدارة معارك السلام، تولّت الولايات المتحدة وإسرائيل تخريب المفاوضات لجرّهم إلى استسلام مطلق للشروط الإسرائيلية. لكن مهما قست الظروف، فإن الاستسلام لا يمكن أن يكون خياراً للشعب الفلسطيني. هذه المرّة أيضاً لا مجال للوم إيران -أو أي طرف آخر- إذا تبنّت أو حتى إذا استغلّت قضية هذا الشعب، طالما أن المجتمع الدولي يعامله بهذا القدر من الظلم والخذلان. فالوسيط الأميركي كذبة مكررة ومتوارثة، وقد كان مقبولاً رغم انحيازه، بعدما ألغى -بطلب إسرائيلي- أي أدوار أو وساطات أخرى، لكن المسّ بهوية القدس ومكانتها لا بد أن يلغيه.;