عادت صحيفة سعودية توصف بأنها من أكثر وسائل الإعلام “تعبيراً” عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للهجوم مجددا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزيارته للسودان وما أسمتها “أطماع تركيا في المنطقة” وانتقدت بشدة قرار الخرطوم تخصيص جزيرة “سواكن” في البحر الاحمر لأنقرة.
اللافت أن هذا التهجم الجديد ” المقصود” يأتي بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم للرياض.
وبعد أن هاجمت أردوغان، الأحد، ووصفته بانه “حفيد باشا تركي أحرقه السدوانيون”، كتبت صحيفة “عكاظ” اليوم الأربعاء: “بدو الأطماع التركية في القارة الأفريقية ليس لها حدود، إذ كشفت هذه الأطماع عن الوجه الحقيقي لرجب طيب أردوغان في التمدد والتوسع على طريقة نظام الملالي، فبعد تدشين القاعدة العسكرية التركية في الصومال في أكتوبر الماضي، حصلت أنقرة على موطئ قدم لها في السودان، عبر قاعدة جديدة لها في جزيرة «سواكن» التي أعلن الرئيس التركي أنه طلبها من نظيره السوداني عمر البشير فوافق على الفور”. ّ
وزعمت الصحيفة أن “مراقبين حذروا من خطورة القواعد التركية في أفريقيا، مؤكدين أنها تمثل تهديداُ صريحا للأمن الوطني العربي. وأن تركيا تسعى إلى فرض هيمنتها على منطقة القرن الأفريقى، عبر تقديم الدعم العسكرى وإنشاء عدة قواعد لها فى دول أفريقية، وشددوا على أن إنشاء أي قواعد عسكرية في السودان يمثل تهديدا واضحا للدولة المصرية، على خلفية العلاقات المتأزمة بين القاهرة وأنقرة، والخلاف المصري السوداني المتصاعد حول حلايب وشلاتين”.
وو أضافت: “علق نشطاء مصريون على مواقع التواصل بقولهم (السودان مش عارف ينام في حضن مين ولا مين) في إشارة إلى تقلب الخرطوم من الحضن الإيراني رغم أنها قطعت علاقاتها معه أخيرا، إلى الحضن التركي”.
وكان الرئيس التركي أعلن، الاثنين (25|12)، في الخرطوم، أن السودان خصص جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا؛ كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية (لم يحددها).
وميناء سواكن هو الأقدم في السودان، ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
وقال أردوغان وهو يتحدث في ختام ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين وأتراك، في اليوم الثاني لزيارته للسودان، أولى محطات جولته الأفريقية: “طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين؛ لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال: نعم”.
وأضاف أن “هناك ملحقا لن أتحدث عنه الآن”.
وزار أردوغان رفقة نظيره السوداني عمر البشير سواكن، حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” مشروعا لترميم الآثار العثمانية، وتفقّد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك ومسجدي الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة.
ووقع رجال أعمال أتراك وسودانيين تسع اتفاقيات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية، تشمل إنشاء مسالخ لتصدير اللحوم ومصانع للحديد والصلب ومستحضرات التجميل، إضافة إلى بناء مطار في العاصمة السودانية الخرطوم.
وبذلك ارتفعت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي إلي 21 اتفاقية، بعد أن وقع الجانبان 12 اتفاقية، الأحد، خلال اليوم الأول لزيارة أردوغان، على رأسها إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي.
وقال أردوغان: “الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة”.
وأشار أيضا إلى توقيع اتفاقية للصناعات الدفاعية، دون أن يقدم أي تفاصيل حولها.
وبلغت قيمة جملة الاتفاقيات التسع 650 مليون دولار.
وقال البشير خلال الملتقى الاقتصادي: “نريد رفع الاستثمارات التركية إلي عشرة مليارات دولار في فترة وجيزة”.