أعلنت الأمم المتحدة الخميس أن 68 مدنيا قتلوا في غارتين جويتين نفذتهما طائرات تابعة للتحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية وأصابتا سوقا شعبيا ومزرعة في جنوب غرب اليمن وفي غربه الثلاثاء (26|12).
وقال منسّق الشؤون الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك في بيان إن 54 مدنيا بينهم 8 أطفال قتلوا في الغارة الأولى على السوق الشعبي في منطقة الحيمة في تعز.
وكانت مصادر محلية أفادت الأربعاء (27|12) لفرانس برس أن 14 مدنيا قتلوا في الغارة التي نسبوها إلى التحالف.
وتعز، المدينة الواقعة في جنوب غرب اليمن، تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، لكنها مطوقة من قبل المتمردين الحوثيين المتهمين من قبل التحالف بتلقي دعم عسكري من إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.
وذكر ماكغولدريك أن 14 شخصا من أسرة واحدة قتلوا في الغارة الجوية الثانية على مزرعة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب) المطلة على البحر الاحمر.
وتخوض القوات الحكومية معارك عند أطراف التحيتا مع المتمردين منذ نحو ثلاثة اسابيع في محاولة لاقتحامها والتقدم نحو مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين على بعد نحو 100 كلم شمالا.
ومنذ سنوات، يشهد أفقر دول شبه الجزيرة العربية نزاعا داميا بين الطرفين. وسقطت صنعاء في أيدي المتمردين في سبتمبر 2014.
وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في اليمن المجاور للمملكة الغنية.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ مارس 2015 وإصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
وفي الرابع من ديسمبر قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين بعد أيام على انهيار التحالف معهم. وبعيد قتله، قامت القوات الحكومية بإطلاق حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الأحمر غربا بينما كثفت طائرات التحالف ضرباتها الجوية.
وسبق أن اتهم التحالف بالتسبب بمقل مدنيين في غارات أصابات أسواقا ومدارس ومنازل مواطنين. وقال ماكغولدريك في بيانه إنه إضافة إلى قتلى الغارتين الثلاثاء، قتل 41 شخصا في غارات أخرى في جميع أنحاء اليمن في الأيام العشرة الأخيرة.
وأدان ماكغولدريك “الاستهتار الكامل بالحياة البشرية” في الحرب التي قال إنها “لم تؤد إلا إلى تدمير البلد والمعاناة غير القابلة للوصف التي يعيشها الشعب اليمني”.
وجدد تأكيده على أنه “لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع″، بعد نحو أسبوع من قول الرئيس اليمني المعترف به عبد ربه منصور هادي إن الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا وإن حكومته لن تدخل في أي حوار محتمل مع المتمردين الا بعد أن يتخلوا عن السلطة.