أحدث الأخبار
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد

اللغة والأمن القومي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 19-01-2018


رغم الجهود التي بذلت وتبذل لتحسين وضع اللغة العربية، فإن الكثير من هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح وبقيت مجرد حبر على ورق، لأنها لم تلامس واقع اللغة العربية وما تواجهه من تحديات، فهذه اللغة تواجه هجمة تستهدف وجودها وتريد القضاء على مفاصلها ومقوماتها في المجتمع العربي، وقد عبر مختصون ومفكرون ومثقفون وكتاب عن هذه المخاطر بصورة واضحة، وأقرب مثال علَى ذلك ما كتبه الشاعر فاروق جويدة في مقالين له بـ«الأهرام»، يومي 5 و12 يناير 2018، تحت العنوانين «اللغة العربية قضية أمن قومي»، و«خطيئة لن يغفرها لنا التاريخ» على التوالي، حيث يقول: «إن من أخطر الكوارث التي لحقت بالعالم العربي ما أصاب ثقافته أمام هجمة شرسة شوهت جذورها واستباحت ثوابتها، وأفقدت الإنسان العربي هويته». ويضيف: «إن الدمار الذي لحق بالمدن العربية لم يكن فقط دماراً وتخريباً في المنشآت والمباني والآثار التاريخية، ولكنه دمر مقومات هذه الأمة في البشر والثقافة أيضاً»، ليتابع: «ولا يمكن لنا أن نتجاهل ما أصاب الأمة من الدمار الاقتصادي والبشري، لكن من يتابع أحوال الثقافة العربية وما أصاب لغتنا العربية من التدهور والانهيار، سوف يكتشف أن المؤامرة لم تكن فقط لتشريد البشر، وهدم المدن، ونهب الآثار، وسرقة الموارد، ولكن كان تدمير الثقافة العربية أحد الأهداف الرئيسية، ومن يتابع ما أصاب اللغة العربية في جميع الدول العربية سوف يدرك حجم الكارثة».


لقد غابت اللغة العربية عن كثير من مناهج التعليم، وتراجع دورها في الحياة الثقافية بصورة خطيرة، وأصبحت في آخر القائمة من حيث الدراسة والمنهج والمدرس، حتى أن بعض أئمة المساجد الجدد يخطئون في أبسط قواعدها.
     
 
وحقيقة الأمر أن الخطر الذي تتعرض له اللغة العربية والجهل الفاضح بأبسط قواعد الكتابة العربية والقصور الفاجع في القراءة، جعلت نقابة علماء مصر توجه رسالة مباشرة إلى وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار تطلب منه الوفاء بمسؤولياته الدستورية والعمل على جعل دراسة اللغة العربية مادة أساسية في جميع البرامج الدراسية بالتعليم العالي، واستصدار قرار بذلك من المجلس الأعلى للجامعات المصرية.


ولنا في الدول الأوروبية مثال في الحفاظ على لغاتها القومية كجزء أساسي من أمنها الوطني، وهنا نتذكر تصريحاً مشهوراً لوزير الداخلية الفرنسي الأسبق جان بيير شوفينمان قال فيه إن «الاعتراف باللغات الجهوية (أي اللغات الست الموجودة في فرنسا)، معناه بلقنة فرنسا»، وكذلك تصريح بوب دول، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات عام 1996، الذي قال إن أميركا بحاجة إلى «أسمنت اللغة لدعم وحدتها».


وفي اليوم العالمي للغة العربية مؤخراً، قال البروفيسور وأستاذ الطب بجامعة الحسن الثاني المغربية، الدكتور أحمد عزيز بوصفيحة، إن طلاب الجامعات المغربية الذين يدرسون العلوم بالفرنسية تبقى كفاءاتهم العلمية والمهنية دون مستوى الطلاب الفرنسيين الذين يدرسون بلغتهم الأم، داعياً إلى تدريس العلوم باللغة العربية لرفع الكفاءة العلمية للخريجين وزيادة نسبة نشر المقالات العلمية، التي لم تزد باللغة العربية عن 61 مقالاً منذ تأسيس الموقع العالمي المتخصص في نشر ومتابعة الدراسات العلمية عام 1996، مقارنةً بالمقالات العلمية المكتوبة باللغة العبرية (2000 مقال علمي) والمكتوبة بالإنجليزية (400 ألف مقال علمي).


والغريب أن يحدث ذلك رغم الطاقات والمزايا الكثيرة التي تختزنها اللغة العربية، ومنها ما كشفه مؤخراً الرسام نصر الدين دينيه، من أن الكتابة العربية هي الوحيدة التي تتبع الحركة الطبيعية لليد، أي الاتجاه من اليمين إلى اليسار، فيما تتجه الكتابة اللاتينية عكس الحركة الطبيعية لليد.


إن حماية اللغة العربية أصبحت ضرورة ملحة حتى لا تصبح هوية العالم العربي وثقافته.. نقطة الضعف في استراتيجياته الأمنية.