أحدث الأخبار
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد

رجل الأعمال وحرب العملات

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 08-02-2018


مع قدوم إدارة ترامب الجديدة بداية العام الماضي حذّرنا من أنه يمكن للعالم أن يشهد حرب عملات، وذلك بناء على قراءة للتوجهات الاقتصادية للإدارة الجديدة، إذ يبدو أن هذه الحرب بدأت فعلاً في الآونة الأخيرة، حيث انخفض الدولار وبصورة غير مبررة بنسبة كبيرة تراوحت ما بين 15-17% تجاه «اليورو» والجنيه الاسترليني، وذلك في غضون أقل من شهرين فقط في حالة نادرة فسرت بتأجيل إقرار الموازنة الأميركية لمدة ليومين لا أكثر قبل أن يوافق الكونجرس على صرف اعتمادات مؤقتة!


وترمي إدارة ترامب من خلال ذلك إلى تحقيق أهداف استراتيجية تتمثل أساساً في زيادة الصادرات وإعادة توطين بعض الصناعات الأميركية التي انتقلت للخارج في العقدين الماضيين، مما يعني تخفيض العجز التجاري وتوفير المزيد من فرص العمل، حيث تدنى مستوى البطالة بالفعل إلى معدلات لم يصلها منذ خمسينيات القرن الماضي. مثل هذا التوجه لن يقتصر على الولايات المتحدة، فالاتحاد الأوروبي والصين وبريطانيا واليابان لن تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى اكتساح السلع الأميركية لأسواق العالم، بما فيها أسواقها المحلية بسبب الدولار الضعيف، بل ستتحرك بدورها، وبالأخص الصين والاتحاد الأوروبي، وهو ما سيدفع بواشنطن لاتخاذ إجراءات مضادة، حيث قال وزير الخزانة الأميركي الأسبوع قبل الماضي «إن الدولار الضعيف هو مصلحة أميركية»، مما يعني الدخول في حرب عملات ستلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد العالمي.
  
 
ما يهمنا هنا تلك الجزئية المتعلقة بتداعيات هذه الحرب على بلدان المنطقة وكيفية التعامل معها، فأولا يمكن الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى تخفيض انتاج النفط بعد اتفاق «أوبك» والبلدان المنتجة من خارجها والذي ساهم في ارتفاع أسعار النفط لتصل إلى 70 دولاراً للبرميل، فإن الانخفاض الكبير في صرف سعر الدولار ساهم بدوره في ارتفاع أسعار النفط أيضاً.


أما ثانياً، فإن على دول المنطقة أن تعيد هيكلة تجارتها الخارجية، والتي ستساهم عوامل السوق الذاتية في إعادة ترتيبها، وذلك للحد من موجة التضخم القادمة، إذ ستنخفض العملات المحلية بنفس انخفاض الدولار تجاه العملات الأخرى، وهو ما حدث عملياً في الأسابيع القليلة الماضية.


ثالثاً: سترتفع أسعار السلع المستوردة من أوروبا والصين واليابان وربما الهند أيضاً، في مقابل بقاء أسعار السلع القادمة من الولايات المتحدة عند مستوياتها الحالية، علماً أن الواردات الأميركية من السلع الاستهلاكية لا تشكل نسبة كبيرة من إجمالي هذه السلع في الوقت الحاضر.


رابعاً: على المصطافين الاستعداد لصيف مختلف هذا العام، فالسفر إلى أوروبا الغربية واليابان سيكون مكلفاً مقارنة بالأعوام السابقة، مما سيشجع على الاصطياف في الوجهات الأخرى، كالولايات المتحدة ودول شرق آسيا وبعض البلدان العربية في حالة تعزيز الاستقرار فيها، كمصر على سبيل المثال.


والحال، فإن هناك عواقب أخرى عديدة في حالة دخول العالم حرب عملات، بما فيها الضرر الذي سيلحق بالنمو العالمي وتضرر البلدان الفقيرة وتأثر مستويات المعيشة المتدنية أصلاً فيها، إذ تعتبر إمكانية تنامي احتمالات مثل هذه الحرب قائمة بقوة، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يتصرف كرجل أعمال براجماتي وليس كرجل دولة، حيث لا تعنيه أبداً التداعيات السياسية لقرارته، بل ما يعنيه أساساً المكاسب الاقتصادية التي ستتحقق، بدليل أنه لم يأبه لتداعيات قراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، بل ذكر سريعاً أنه تجاوز ذلك الأمر رغم الاحتجاجات القوية من كافة بلدان العالم تقريباً.


لذلك، فمن يريد أن يتعامل مع إدارته بصورة صحيحة، فإن عليه يتعامل على هذا الأساس الذي لا بديل له، أي التعامل مع ترامب، كرجل أعمال براجماتي، وهو ما يعني باختصار المزيد من الفوضى في العلاقات الاقتصادية الدولية.