أحدث الأخبار
  • 10:24 . السعودية تصعِّد خطابها في وجه الإمارات: عليها سحب قواتها من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 07:56 . نشطاء يغيرون لافتة سفارة الإمارات في لندن بـ"سفارة الصهاينة العرب"... المزيد
  • 07:04 . بعد ساعات من إنذار العليمي.. الإمارات تعلن سحب باقي فرقها العسكرية من اليمن "بمحض إرادتها"... المزيد
  • 06:25 . الإمارات: العربات التي قصفتها السعودية بالمكلا تخص قواتنا.. والمملكة "تغالط"... المزيد
  • 02:45 . بعد قصف سفن السلاح الإماراتية بالمكلا.. عبدالخالق عبدالله يفتح النار على السعودية والحكومة اليمنية... المزيد
  • 02:40 . الحكومة اليمنية ترحب بالقرارات الرئاسية بشأن خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 02:38 . الصحة: تنفيذ أكثر من 150 ألف فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة... المزيد
  • 02:38 . الحكومة تصدر مرسوماً بقانون اتحادي لتنظيم حوكمة المنهاج التعليمي الوطني... المزيد
  • 12:37 . حضرموت وحِلف قبائل الساحل يؤيدان قرار خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 11:37 . الرئيس اليمني: الدور الإماراتي أصبح موجهاً ضد اليمنيين ويدعم التمرد ويهدد وحدة الدولة... المزيد
  • 11:36 . صحيفة عبرية: الاعتراف بأرض الصومال قد يليه خطوة مماثلة جنوب اليمن... المزيد
  • 11:11 . السعودية: ما قامت به الإمارات في حضرموت والمهرة يهدد الأمن الوطني للمملكة... المزيد
  • 10:53 . تصعيد غير مسبوق.. قرار رئاسي بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات وإخراج قواتها من اليمن... المزيد
  • 10:40 . السعودية تستهدف سفينتين قادمتين من الإمارات إلى ميناء المكلا اليمني... المزيد
  • 08:41 . في الذكرى الأولى لاعتقاله.. مركز حقوقي: أبوظبي تواصل إخفاء القرضاوي قسراً "في عزلة تامة"... المزيد
  • 07:32 . "بعد عقدين من إغاظة الأعداء".. القسام تكشف عن اسم وصورة أبو عبيدة... المزيد

الصراع على الغاز

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 15-02-2018


يبدو أن الصراع على المناطق الغنية بالغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط سيشتد وتزداد حدته، وربما يتحول إلى نزاعات عسكرية في الفترة القادمة بين أكثر من دولة، ورغم ذلك، فإن الإنتاج بدأ في التدفق لتحقق بعض الدول الاكتفاء الذاتي، ويتحول بعضها إلى تصدير الغار المصدر الأقل تلوثاً من مصادر الطاقة الطبيعية.


والبداية من إسرائيل التي بدأت الإنتاج لتتحول بسرعة كبيرة من مستورد للغاز الطبيعي إلى مصدر له، مما أنعش الاقتصاد وساهم في دعم النمو واستغل في زيادة نشاطات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتتبعها فيما بعد قبرص التي أعلنت قبل خمس سنوات عن اكتشافات واعدة، إلا أن عمليات تطوير الإنتاج هناك واجهت صعوبات بسبب دخول تركيا على خط الحدود البحرية مع هذه الدولة الصغيرة.


وفي هذا العام، برز تطور مهم في هذا الجانب بعد أن أعلنت مصر عن بدء إنتاج الغاز الطبيعي بعد أن حقق تعاون بعض الشركات بقيادة «إيني» الإيطالية اكتشافات للغاز بكميات كبيرة في حقل «ظهر»، الذي سيحقق الاكتفاء الذاتي لمصر، ويُحولها في غضون السنتين القادمتين إلى دولة مُصدرة للغاز، وهو خبر مفرح للشعب المصري، خصوصاً أن هذا الاكتشاف سيساهم في حل العديد من الصعوبات الاقتصادية، ويفتح مجالات كبيرة للتنمية وتوفير فرص العمل.


لبنان المغلوب على أمره، الذي تتحكم فيه مليشيات «حزب الله» الإيرانية أعلن بدوره عن اكتشافات قرب سواحله، إلا أن إسرائيل أعلنت أن ذلك يدخل ضمن حدودها البحرية، وهو ما سيؤدي إلى صعوبة استغلال هذه الاكتشافات، التي تُشكل أهمية كبيرة للاقتصاد اللبناني، الذي تدهور بسبب تراجع قطاعات فعالة، كالسياحة والصناعة والزراعة بعد أن أدخلت المليشيات هذا البلد الجميل في صراعات إقليمية لا ناقة للبنان فيها ولا جمل.


لقد أثار كل ذلك شهية بقية دول المتوسط، وبالأخص تلك التي بحاجة ماسة لمصادر الطاقة، التي تستورده حالياً من روسيا وإيران وقطر، مما يعني نزاعاً بين الدول الكبيرة في هذه المنطقة الحيوية والحساسة والمبتلاة بالصراعات، وبما أن سوريا تقع في منتصف الطريق بين هذه البلدان كافة، فإنه بات من المؤكد أن استمرار وطبيعة الصراع هناك، الذي أخذ طابعاً دولياً باشتراك كل الدول الكبرى والإقليمية كأطراف في الصراع السوري يشير إلى أن مركز إنتاج الغاز سيكون في المياه الإقليمية السورية، بدليل التصريح الروسي الأخير الأسبوع الماضي، الذي تمت الإشارة فيه إلى أن هدف الولايات المتحدة هناك هو الاستيلاء على الثروات الطبيعية، والمقصود هنا الغاز الطبيعي أساساً. يقف العالم أمام مشهد قادم للصراع الخطير، الذي سيغير العديد من التحالفات والتوازنات، بل ربما يؤدي إلى تفكيك بعض الدول والصراع بين دول حلف «الناتو» ذاتها، فاليونان والغرب يقدمان الدعم لقبرص، وتركيا تجد في روسيا حليفاً يُعتمد عليه، في حين تحاول الولايات المتحدة دعم إسرائيل، أو حتى الدخول مباشرة للحصول على امتيازات في اكتشافات الغاز الكبيرة، إذ يشير ذلك إلى إمكانية اشتداد حدة الصراع بين أطراف عديدة ومتشعبة، وفيما عدا هذه الجوانب، فإن هناك جانباً مهماً للغاية، يتمثل في أن كل هذه التطورات ستؤدي إلى تدهور كبير في أسعار الغاز، خصوصاً أن هناك كميات هائلة سيتم إنتاجها في الولايات المتحدة من الغاز الصخري ومن أستراليا التي ستتحول قريباً إلى أحد أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم، ففي غضون سنوات العقد الحالي انخفضت أسعار الغاز من 11 إلى 3.5 دولار للمتر المكعب، كما انخفضت مرة أخرى مؤخراً بنسبة كبيرة بلغت 25% لتصل إلى 2.6 دولار، وهو ما سيترك آثاراً سلبية عميقة على اقتصادات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي.