أحدث الأخبار
  • 08:41 . في الذكرى الأولى لاعتقاله.. مركز حقوقي: أبوظبي تواصل إخفاء القرضاوي قسراً "في عزلة تامة"... المزيد
  • 07:32 . "بعد عقدين من إغاظة الأعداء".. القسام تكشف عن اسم وصورة أبو عبيدة... المزيد
  • 07:25 . القسام تنعي محمد السنوار وأبو عبيدة وقادة بارزين... المزيد
  • 06:02 . عاجل.. كتائب القسام تعلن استشهاد متحدثها الرسمي "أبو عبيدة"... المزيد
  • 03:08 . عبدالله بن زايد ونظيره الإيراني يستعرضان الأوضاع في المنطقة... المزيد
  • 12:10 . "ديوا": 22 محطة نقل كهرباء جديدة في دبي خلال 2025... المزيد
  • 11:16 . الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة... المزيد
  • 02:16 . حاخام يهودي: قادة أبوظبي سيفتحون الحياة اليهودية في الخليج... المزيد
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد

مفاتيح الحضارة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 23-03-2018

ليس هُناك شك في أن مفاتيح الحضارة تكمن في القدرة على توظيف العلم والتعليم بصورة جيدة، بغية ضمان مخرجات ذات كفاءة عالية الجودة في كل المجالات. فمفاتيح الحضارة لا تتأتى لأمة من الأمم إلا إذا وجد علماؤها الدعم الكافي لأداء أدوارهم العلمية والبحثية، وأهمها التعرف على أسرار الطبيعة واكتشاف ما فيها وتحويل كل ذلك إلى نظريات وابتكارات وإبداعات علمية وفكرية واجتماعية تجعل حياة الأمة أفضل وحضورها أكبر وأقوى في حضارة العصر.

والحضارة الإسلامية بدأت بآية «اقرأ»، حيث قرأ المسلمون أغلب معارف اليونان والفرس والهند، وترجموا كل ذلك، ولم يتوقف بهم الأمر عند الترجمة والاستنساخ والاستيراد، بل عملوا على إنعاش عقولهم وأفكارهم، واختاروا أحسن الكفاءات لديهم لقيادة مثل ذلك التوجه الحضاري. كما عملوا على مراجعة وتطوير المعارف والنظريات المترجمة، لملاءمتها مع بيئتهم وثقافتهم، واستخدموا أفضل الأدوات العلمية والمنهجية لاستنباط حقائق ونظريات وحلول تثري حضارتهم، حتى قال عنهم المستشرق «ويليم أوسلر»: «لئن أشعل العرب سراجهم من قناديل اليونان، فإنهم ما لبثوا أن أصبحوا شعلة وهاجة استضاء بنورها أهل الأرض».

كانت علوم العرب أكثر العلوم تقدماً في العالم، باعتراف الباحث «توبي أ. هاف» في كتابه «فجر العلم الحديث»، إذ يوضح أن العلماء المسلمين كانوا رواد التقدم العلمي، وكانت نظرياتهم وأبحاثهم العلمية أكثر تطوراً منها في أي مكان في العالم، بسبب جهودهم العظمية في ترجمة ونقل وتنقيح العلوم الأجنبية.

وقد ظل العالم الإسلامي متفوقاً، علمياً وتقنياً، على مدى أكثر من خمسة قرون، وكان للقرآن الكريم والحديث الشريف، حسب «توبي هاف»، الدور الأساسي في إعطاء هذا العمل دافعيته الكبرى. وحين تخلى العرب عن دورهم الحضاري، ولم يعد عندهم اهتمام بالعلم والتعليم والعلماء، واكتفوا بتوظيف أنصاف الكفاءات في المواقع المهمة، اقتصر طموحهم على الأخذ بقشور الحضارة الجاهزة والاكتفاء بالعلوم المستوردة وأصبحوا زبائن مستهلكين لمنتجات حضارة لم يستطيعوا أن يكونوا شركاء فاعلين فيها.

ينقل أحد المهتمين عن المهندس ماهر أباظة، وزير الكهرباء المصري الأسبق، قوله في أحد تصريحاته الصحفية: «إن قطاع الطاقة ظل يبحث لمدة خمس عشر سنة عن سر صناعة مادة معينة في العازلات الكهربائية دون جدوى، فقد رفضت سبع شركات أجنبية أن تعطينا أسرار هذه التكنولوجيا، حتى تبقى المصدر الوحيد لها وحتى تبيعها وفق شروطها». وأضاف: «ثم تطوع العلماء الصينيون الذين عرفوا نبأ هذه المادة من كتابات وبحوث العلماء المصريين التي نشرت في الخارج، بإخبارنا أن المواد التي تصنع منها هذه العازلات موجودة في تربتنا وبأنهم سوف يرسلون خبراءهم ليرشدون إليها في بلادنا». ثم يضيف: «مضيت أتابع ما قرأته في موضوع العازلات الكهربائية، ففوجئت بأمر آخر، لقد تكلم عالم مصري عن هذا الأمر عندما قال إن مادة الكولين التي تنتج العوازل المطلوبة موجودة في سيناء وفي كلابشة، وإن إمكانات استخدامها قدمت إلى الإدارة المصرية من سنين طويلة، وظلت حبيسة أدراج بعض المسؤولين».

وتحدث الدكتور محمود محيي الدين، وزير الاستثمار المصري الأسبق، خلال ندوة مجلة «روز اليوسف» (24-10-2009)، عن تجربة شبيهة، عندما قال: كنت في الوفد المصاحب للرئيس حسني مبارك إلى المجر، وذهبنا لزيارة لإحدى مزارع الألبان والتي تنتج أعلى معدل أوروبي، وهو 25 لترا، فسألت عن سبب تميزهم في الإنتاج، واكتشفت أنهم استعانوا بدراسة للعالم المصري الدكتور أحمد مستجير، وهو أحد العلماء المصريين البارعين الذين نجحوا في توصيل علمهم لكثير من بلدان العالم ولم نهتم بأخذ أفكارهم.