تفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الرسالة التي وجهها الناشط الإماراتي حمد الشامسي إلى عموم المجتمع والعقلاء في الدولة، وخص بها أيضا حاكم الشارقة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، يحثه فيها على رفع الظلم عن معتقلات الرأي اللواتي تعرضن لصنوف شتى من التعذيب وسوء المعاملة.
وكان الشامسي قد وعد في مشاركته على ذكر عدد من حالات وقصص معتقلات الرأي وما تعرضن له، وحث "انشر قصتها لعلك تخفف شيء من المعاناة التي تعيشها في سجون الظلم في الإمارات".
قصة أمينة العبدولي
وقال الحساب: قصتنا اليوم لمعتقلة إماراتية تقضي عقوبة في سجن الوثبة بمحاكمة هزلية من قضاء مسير من الجهات التنفيذية في دولة الإمارات. قصتنا هي قصة الأم والأخت والإبنة أمينة محمد العبدولي.
وأضاف: "أمينة .. أم لخمس أطفال، في منتصف عقدها الثالث، معلمة، وبنت الشهيد محمد العبدولي الذي قضى اخر ٣سنوات من حياته دفاعا عن كرامة الشعب السوري في وجه الاستعمار الإيراني الروسي و استبداد نظام بشار الأسد حتى ارتقى شهيدا في احدى المعارك مع النظام".
وبالتفاصيل، "اقتحم الأمن منزلها بشهر نوفمبر 2015، بدون عرض مذكرة قبض أو تفتيش وانتهكوا حرمة المنزل، وقاموا بتعصيب عينيها وتقييد يداها وقدماها وفي مساء 19 نوفمبر اقتادوها إلى سجن سري حيث دخلته فجر الجمعة 20 نوفمبر".
يقول الحساب: "دخلت أمينة إضرابا عن الطعام لمدة 3 أسابيع بسبب منعها من ابسط حقوقها مثل معرفة التهمة و تعيين محامي والتواصل مع أهلها، وبسبب الانتهاكات الجسدية والضرب والتعذيب الجسدي والنفسي الذي مورس ضدها من قبل محققي جهاز الأمن". و"مكثت أمينة في غرفة ضيقة لا يوجد بها نوافذ، وحققت معها إمرأة لمدة شهرين ونصف، قامت بسبها وشتمها وضربها وتهديدها باعتقال أقاربها من النساء" وفق حساب معتقلات الإمارات.
واستطرد الحساب: "وفي الأسبوع الحادي عشر حقق معها 8 من رجال الأمن بأسلوب الصراخ والتهديد والشتائم لعدة أيام، قبل أن تأخذها حارسة من الجنسية النيبالية مقيدة الأيدي والأقدام ومعصوبة العينين لتظل واقفة لساعات طويلة كنوع من التعذيب".
وتابع الحساب يسرد ما تعرضت له أمينة العبدولي: "ثم نقلت لمرحلة أخرى من التعذيب، حيث قيدوها بكلبشات ثقيلة وربطوها في كرسي، ودخلت عليها إمرأة وأخذت تضربها على وجهها ورأسها وسائر جسدها وخاصة وجهها حتى كانت أمينة تسقط من شدة التعذيب، وكانت تأمرها بشتم عائلتها وخاصة والدها محمد العبدولي".
ونتيجة التعذيب، يؤكد الحساب: "لقد ترك التعذيب ندوبا لاتزال موجودة حتى الآن ورغم إصابة عينها الشديدة جراء التعذيب إلا أنها لم تتلق العلاج ولا العناية الطبية المناسبة ورغم أن المحامي حمدان الزيودي طالب بإثبات التعذيب في مذكرة الدفاع إلا أن القاضي فلاح الهاجري رفض ذلك".
ولم يكتف السجان بذلك، وإنما أرغموها على التوقيع على 25 ورقة هي إفادة كتبها المحققون بأنفسهم، ومنعوها حتى من قراءتها، وهذه عادة جهاز الأمن والنظام القضائي في الإمارات الذي لايخضع للقانون بل لرغبات الأشخاص ويعتمد في أدلته على التلفيق والتزوير"، على حد وصف الحساب.
و "بعد محاكمة هزلية حكم القاضي فلاح الهاجري على أمينة ب5 سنوات سجن بسبب موقفها من الثورة السورية، خمس سنوات حرموها من أمومتها لأنها رفضت أن تكون بلا ضمير ، 5سنوات ستكون لعنة على السجان الذي يعتقل من يتعاطف مع الشعب السوري الجريح"، وفق حساب "معتقلات الإمارات".
وختم الحساب: "هذه قصتنا لهذا اليوم ولنا وقفة أخرى وقصة مؤلمة ثانية وثالثة ورابعة لسجينات يقضين في سجون الظلم بسبب مواقفهن وآراءهن في دولة تدعي السعادة وهي تنشر البؤس وتدعي التسامح وهي تنشر الكراهية وتنتصر للمجرمين أمثال نظام المجرم بشار .. كونوا معنا"، على حد تعبيره.
يشار أن أمينة العبدولي اعتقلت مع شقيقتها موزة وشقيقها مصعب. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان : "حازت موزة العبدولي على لقب أصغر سجين رأي في الدول العربية. فهي تحاكم بسبب تدوينات كتبتها لرثاء أبيها على موقع تويتر".
وكان الناشط الشامسي وجه رسالة خص بها حاكم الشارقة، قائلا: أنظر إلى هذا الملف (ملف النساء المعتقلات) بعيون مجردة وبدون وسطاء وستصل إلى الحقيقة، على حد تأكيده.