أحدث الأخبار
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد

رفض المشاريع العربية وقبول المشاريع الابتزازية

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 04-05-2018

أما وأن الرئيس الأمريكي قد قرر أن يكوّن جيشا عربيا ليحارب هذه الجماعة أو تلك، وليكرس الوجود العسكري الأمريكي الاستعماري في هذه البقعة من الوطن العربي أو تلك، ليضيف هذا الإنجاز إلى إعلاناته شبه اليومية بحق الولايات المتحدة الأمريكية في ابتزاز دول النفط الخليجية العربية، لإجبارها على مساعدة الاقتصاد الأمريكي، وذلك من خلال شراء السلاح الأمريكي بمئات المليارات من الدولارات، ومن خلال الاستثمار في ترميم البنية التحتية الأمريكية ومساعدة الشركات الأمريكية المتعثرة للخروج من أزمتها.
أما وأن هذه السياسة التدخلية الابتزازية تتبلور يوما بعد يوم، وتؤكد قبولها ابتسامات المسؤولين الخليجيين وهم يجلسون على كراسي البيت الأبيض بقرب الرئيس التاجر، فاننا يجب أن نستذكر ونتساءل عن المشروعين العربيين القوميين المشتركين التاليين:
الأول هو مشروع تكوين قوة عسكرية مشتركة، الذي اقترحته الشقيقة جمهورية مصر العربية منذ ثلاث سنوات في اجتماع للقمة العربية، الذي لاقى ترحيبا من جميع القادة المجتمعين آنذاك. لقد عقد رؤساء أركان الجيوش العربية اجتماعين خلال شهور ثلاثة من اجتماع القمة، وكونوا اللجان الفنية لدراسة الجوانب التنفيذية للمشروع، ليفاجأوا برفض دولتين خليجيتين المشاركة في المشروع. هناك قُبر المشروع ودخل طي النسيان. اليوم تتحمس الدولتان نفساهما لتكوين القوة العسكرية العربية المشتركة، ولكن تحت هيمنة وقيادة أمريكية، ولأغراض معادية للمصالح العربية القومية العليا، بل تلتزمان بتمويل المشروع.
هل نحن في حلم أم علم؟
رفض مشبوه لمشروع عربي مستقل يخدم استقرار وأمن الأمة العربية، عبر كل جزء من وطنها الكبير، وقبول مشبوه لمشروع إمبريالي يهدف إلى زيادة الصراعات وتفتيت الأوطان من أجل خدمة المشروع الصهيوني الذي يقف وراء كل قرار أمريكي في أرض العرب.
ما تقترحه أمريكا هو لخدمة المشروع الاستيطاني الامبريالي الصهيوني، وما اقترحته مصر العربية هو للوقوف في وجه ذلك المشروع ومن أجل المصالح العربية القومية العليا، فهل للمسؤولين في بعض دول الخليج العربي أن يبينوا لشعوبهم وشعوب الأمة العربية المشدوهين المتسائلين عن مبررات وأسباب وخفايا هذا الإنقلاب الغريب؟
نحن العرب، الذين كنا وما زلنا نؤمن بأهمية التعاضد العربي والمصالح العربية المشتركة والعمل العربي المشترك ضد أعداء هذه الأمة التاريخيين والمتآمرين الجدد، نشعر بأننا نعيش كابوسا يهزُ كل ذرة في كياننا العروبي الوحدوي. وبعد ذلك نسأل: هل الهدف من هذا الجنون الذي تعيشه هذه الأمة هو إيصالها إلى حالة اليأس والقنوط والاستسلام الكامل؟
أما المشروع الثاني، فهو مشروع التصنيع العسكري العربي المشترك. لقد قام ذلك المشروع في فترة الزخم القومي الوحدوي المبهر، ودخل مرحلة الاحتضار في فترة التراجع القومي البائس. والآن، والابتزاز الأمريكي يزداد شدة ووقاحة، هل ستظلُ المليارات العربية رهينة خدمة الصناعة العسكرية الأمريكية بدلا من التوجه نحو صناعة عسكرية عربية؟ كيف يستطيع الكيان الصهيوني، الصغير الحجم، المحدود الإمكانيات، أن تكون لديه صناعة عسكرية بالغة التطور، ولا تستطيع تريليونات البترول والغاز العربي أن توجد صناعة مشتركة لإنهاء الابتزاز الأمريكي من جهة، ولتقوية الاستقلال السياسي القومي من جهة أخرى؟
لا نعرف إن ابقت الصراعات العربية والحروب العربية في بقاع متنامية من الوطن العربي أي أموال عربية فائضة لقيام مثل هذا المشروع. لكن هل البديل لإضاعة الفرصة التاريخية التي تواجدت منذ عقود سابقة، هو بقاء الوطن العربي كأكبر مستورد للسلاح في العالم كله، وعلى الأخص السلاح الأمريكي؟
من هنا، يحق لنا أن نتساءل:
متى ستعود القمم العربية لبحث سبل حماية الأمن العربي بالوسائل العربية المشتركة، تنظيما وصناعة وأهدافا واحدة وتحييدا للتنامي العسكري الصهيوني؟
تفكير وتوجه كهذا سيعني الدخول في ساحات الفعل، وهو ما لا تريد القمم العربية، وأدواتها الكسيحة في جامعة الدول العربية، الانتقال إليه. فنحن مهووسون بالرفض والاستنكار والصراعات الطائفية، وتهويل المخاطر الإقليمية والمحلية، بدلا من أي فعل ذاتي يتطلب الارادة المستقلة والعلم الموضوعي والفعل في الواقع. يكفي الانسان قراءة البيان الختامي لاجتماع القمة الأخير ليدرك كم نمارس الكلام بدون الفعل، اللهم إلاُ إذا كان الفعل بارادة وهيمنة وتخطيط ومشاركة أمريكا أو هذه الدولة الأوروبية أو تلك.
في هذا العالم المضطرب يصبح غياب القدرة العسكرية الذاتية لأي أمة كارثة وفجيعة، ستحمل وزرها أجيال المستقبل، وسيكون حكم التاريخ قاسيا على بلادات الحاضر.