أحدث الأخبار
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تتفق مع الولايات المتحدة على إدراجها ضمن "برنامج الدخول العالمي"... المزيد
  • 10:23 . مسؤول عسكري: الجنود الأربعة سقطوا خلال نقل ذخائر... المزيد
  • 09:16 . الجيش السوداني يسيطر على مناطق مهمة وسط الخرطوم... المزيد
  • 09:05 . وزير الدفاع الأمريكي: الحرب الشاملة ستكون مدمّرة لـ"إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 07:45 . محكمة تونسية تقضي بسجن مرشح رئاسي إلى ما بعد الانتخابات... المزيد
  • 07:18 . المالية: 1.1 مليار درهم لمزاد صكوك الخزينة الإسلامية في سبتمبر... المزيد
  • 07:16 . المركزي: التحويلات السنوية الخارجية بالدولة تتراجع 8.2% لـ133.7 مليار درهم... المزيد
  • 12:19 . صدام العمالقة.. العين والوصل في مواجهة مثيرة من دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:17 . دعوات عالمية لوقف إطلاق النار 21 يوما عبر حدود "إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 12:07 . لماذا تخفي أبوظبي حقيقة استشهاد جنود قواتنا المسلحة؟ وما علاقة الحادث بالسودان؟... المزيد
  • 11:27 . "طيران الإمارات" تلغي رحلاتها مع بيروت حتى 1 أكتوبر... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن «الوحدة»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-05-2018

تقول الكاتبة والناقدة البريطانية أوليڤيا لاينغ من خلال كتابها (المدينة الوحيدة): «بإمكانك أن تكون وحيداً في أي مكان، ولكن هناك نكهة خاصة للوحدة حين تكون في مدينة ومحاطاً بملايين البشر، إن هذا الحضور المادي لهذه الملايين البشرية لا يصنع الألفة، كما أنه لا يكفي لتبديد الشعور الداخلي بالعزلة»!

الوحدة ليست في انتفاء البشر حولك ولكنها تتجسد في أقصى تجلياتها حين تنعدم حالة العلاقة أو القرب أو الحب بينك وبين الآخرين، ما يعني تراكم التعاسة في داخلك تدريجياً دون أن تشعر، تماماً كما يتراكم الغبار على عدسات النظارات أو الصدأ على قضبان النحاس، إنه هناك وموجود وبكثافة لكننا لا نراه ولم ننتبه كيف تراكم بهذا المقدار!

إشكالية الإنسان المعاصر مع الوحدة تكمن في المدينة المعاصرة الضخمة الشاسعة المتداخلة، التي اختارها للسكن بكل السرديات المعقدة لأسلوب العيش فيها، كما تكمن في الاتجاه المغرق في الفردانية الذي اختاره لتصريف حياته، في مساحة الحرية الشخصية التي طالب بها وأمعن في التمسك بها، في الأخلاقيات ومنظومة القيم المدنية التي اخترعها ونسّق مساراتها لتتناسب مع بعضها ومع مصالح معيشته، هذا كله أسطر الوحدة وجعلها رعباً حداثياً مقيماً في كل مكان وغير مرئي وسط الحشود تماماً كغبار متراكم على عدسات نظاراتنا الملقاة بإهمال على الطاولات في غرف المعيشة!

ولأننا أمعنا في الاعتزاز بشخوصنا وإنجازاتنا الصغيرة، وأمعنا في وحدتنا، صار من الصعب على كثيرين الاعتراف بالوحدة باعتبارها مرضاً يستدعي العلاج، أو البحث الجاد لتحديد أسبابها والعمل الجاد أيضاً للاستشفاء منها؛ لأن قبولها والتعايش معها قد يقود لنتائج وخيمة على البعض، ولعلّ ظاهرة الانتحار في كثير من بلاد الغرب واحدة من تجليات هذه النتائج، بينما شهدت بنفسي رجالاً ونساءً دخلوا في الوحدة وانتهوا إلى الصمت والمرض والتلاشي!

بينما تحولت الوحدة عند كثير من الكُتاب والرسامين إلى شكل من أشكال الإلهام فأبدعوا حتى ماتوا مبكراً، ڤرجينيا وولف واحدة من أشهر هؤلاء، وفرانز كافكا، والرسام الأميركي إدوارد هوبر الذي تستعرض الكاتبة في كتابها العديد من لوحاته التي عُدت مجالاً رحباً لدراسة ظاهرة الوحدة في مدينة الوحدة «نيويورك» الضاجة بالبشر والثقافة والمال والفن والأسواق واللاعلاقات حقيقية!