أحدث الأخبار
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 06:49 . بسبب الحالة المناخية.. الدراسة والعمل عن بعد لجميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص... المزيد
  • 01:28 . "رايتس ووتش" تطالب أبوظبي بإنهاء الحجز الانفرادي المطول للمعتقلين وإسقاط التهم الموجهة ضدهم... المزيد
  • 11:14 . المستشار الزعابي: معتقلو الإمارات ضحية "نظام أمني قمعي" يتمدد في اليمن والسودان وليبيا... المزيد
  • 10:46 . البحرين تبحث عن مستثمرين في خط أنابيب لنقل النفط من السعودية... المزيد
  • 10:42 . مقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بأفغانستان... المزيد
  • 10:41 . وسط تزايد حوادث الكراهية والتمييز.. رايتس ووتش تتهم ألمانيا بالتقصير في حماية المسلمين... المزيد
  • 10:38 . فينيسيوس يقود ريال مدريد للتعادل مع بايرن في نصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 08:09 . جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ونظيراتها الإماراتية تغرق في التطبيع حتى أذنيها... المزيد
  • 12:58 . برباعية أمام كلباء.. الوصل يتأهل إلى نهائي كأس رئيس الدولة... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن «الوحدة»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-05-2018

تقول الكاتبة والناقدة البريطانية أوليڤيا لاينغ من خلال كتابها (المدينة الوحيدة): «بإمكانك أن تكون وحيداً في أي مكان، ولكن هناك نكهة خاصة للوحدة حين تكون في مدينة ومحاطاً بملايين البشر، إن هذا الحضور المادي لهذه الملايين البشرية لا يصنع الألفة، كما أنه لا يكفي لتبديد الشعور الداخلي بالعزلة»!

الوحدة ليست في انتفاء البشر حولك ولكنها تتجسد في أقصى تجلياتها حين تنعدم حالة العلاقة أو القرب أو الحب بينك وبين الآخرين، ما يعني تراكم التعاسة في داخلك تدريجياً دون أن تشعر، تماماً كما يتراكم الغبار على عدسات النظارات أو الصدأ على قضبان النحاس، إنه هناك وموجود وبكثافة لكننا لا نراه ولم ننتبه كيف تراكم بهذا المقدار!

إشكالية الإنسان المعاصر مع الوحدة تكمن في المدينة المعاصرة الضخمة الشاسعة المتداخلة، التي اختارها للسكن بكل السرديات المعقدة لأسلوب العيش فيها، كما تكمن في الاتجاه المغرق في الفردانية الذي اختاره لتصريف حياته، في مساحة الحرية الشخصية التي طالب بها وأمعن في التمسك بها، في الأخلاقيات ومنظومة القيم المدنية التي اخترعها ونسّق مساراتها لتتناسب مع بعضها ومع مصالح معيشته، هذا كله أسطر الوحدة وجعلها رعباً حداثياً مقيماً في كل مكان وغير مرئي وسط الحشود تماماً كغبار متراكم على عدسات نظاراتنا الملقاة بإهمال على الطاولات في غرف المعيشة!

ولأننا أمعنا في الاعتزاز بشخوصنا وإنجازاتنا الصغيرة، وأمعنا في وحدتنا، صار من الصعب على كثيرين الاعتراف بالوحدة باعتبارها مرضاً يستدعي العلاج، أو البحث الجاد لتحديد أسبابها والعمل الجاد أيضاً للاستشفاء منها؛ لأن قبولها والتعايش معها قد يقود لنتائج وخيمة على البعض، ولعلّ ظاهرة الانتحار في كثير من بلاد الغرب واحدة من تجليات هذه النتائج، بينما شهدت بنفسي رجالاً ونساءً دخلوا في الوحدة وانتهوا إلى الصمت والمرض والتلاشي!

بينما تحولت الوحدة عند كثير من الكُتاب والرسامين إلى شكل من أشكال الإلهام فأبدعوا حتى ماتوا مبكراً، ڤرجينيا وولف واحدة من أشهر هؤلاء، وفرانز كافكا، والرسام الأميركي إدوارد هوبر الذي تستعرض الكاتبة في كتابها العديد من لوحاته التي عُدت مجالاً رحباً لدراسة ظاهرة الوحدة في مدينة الوحدة «نيويورك» الضاجة بالبشر والثقافة والمال والفن والأسواق واللاعلاقات حقيقية!