أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

التحكم في فوضى القوة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-05-2018

في المشهد المحكم الصنع، الذي تخلل فيلماً جميلاً كنت أتابعه، ظهرت فتاة وهي تتحرك بسكون وهدوء مذهلين، كانت تتحكم في كل جزء من جسدها، وفي لحظة السكون المذهل تلك، كان تلميذ صغير يعبر خاطفاً، وإذ يلمح حركة الفتاة والثعبان يقول لمعلمه: «أريد أن أفعل كالفتاة، أريد أن أتعلم كيف أسيطر على من حولي»، أجاب المعلم: هناك شخص واحد عليك أن تتعلم أولاً كيف تسيطر عليه، إنه أنت! قال التلميذ: إذا جلست صامتاً لا أفعل شيئاً سأسيطر على من حولي كتلك الفتاة ؟ أجاب المعلم: فرق كبير بين السكون وبين أن تجلس لا تفعل شيئاً!

السكينة خلاف السكون، فبينما تمثل الأولى المعنى المرادف لراحة الجسد، يمثل السكون تفوق العقل على فوضى القوة وبعثرة التفاصيل، وفي الحقيقة إن الواقع معبأ بالضجيج الذي اعتاده المرء حتى أصبح مانع القاعدة الطبيعية، وتدريجياً تقبل الإنسان فكرة أن الضوضاء هي الحيوية والنشاط، وأن السكون هو اللا فعل واللا جدوى وأحياناً الموت، وشتان كما قال المعلم الصيني لتلميذه بين السكون وبين ألا تفعل شيئاً.فلو أننا تنازلنا عن التباهي الفارغ بأنفسنا، وأنصتنا لحركة الكون العظيم سنجد أن أكثر الظواهر عبقرية تحدث بسكون تام، فلا شروق الشمس ولا غروبها يحدثان بضجيج، ولا انسكاب الظلمة، ولا انهمار الضوء فجراً، كل شيء يحدث بعبقرية السكون.

إن الإنسان المعاصر يتعرض خلال يومه للكثير من الضجيج المدمر الذي يضرب كيانه كله، ضجيج الأصوات، ضجيج الإعلام، الأحداث والأحاديث، الصراعات الكبرى، ضجيج لا يتوقف يطارده حتى لحظة نومه، إلى درجة أن أصبح حديثنا إلى أنفسنا جزءاً من هذا الضجيج !!

طرح أحد الكتاب سؤالاً ذات مرة: ماذا نقول حين نتحدث مع أنفسنا يا ترى؟ إنه حديث الخوف وتأنيب الضمير والشعور بالإثم، واستعادة المواقف السيئة أو التي شعرنا فيها بالدونية أحياناً، حديث تذكير النفس بضرورة التحدي والصراع وبعدم الإحساس بالأمان والثقة في الآخرين، إنها أحاديث سلبية في معظمها، وبالرغم من أنها تدفعنا للتحدي وتقوية آليات دفاعنا عن كينونتنا، فإنها تنهكنا في نهاية المطاف، فنحتاج لكثير من السكون، حتى نستعيد توازننا ونجمع ما تبعثر فينا !

حينما سأل المعلم تلميذه لماذا تصر على تعلم فنون القتال؟ أجابه لأكون قادراً على القتال وكسب أي معركة، ولأنني خائف وضعيف، أريد أن أعود إلى بيتي مساءً دون خوف، أعود منتصراً لمرة واحدة كي أكسر هذا الخوف في داخلي، إن الخوف يفقدنا الأمان، وهذا بدوره يفقدنا السكون، وهو ما يجعل الإنسان تعيساً بالضرورة.