أحدث الأخبار
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد

السادسة صباحاً.. قبل القهوة بقليل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-07-2018

البارحة فجراً، وأنا أجلس في مقهى أحد مستشفيات دبي الخاصة، استعادت ذاكرتي العديد من المشافي في أوروبا وأميركا التي نزلت فيها مرافقة لوالدتي في رحلات علاجها الطويلة والممتدة لسنوات وسنوات، ولطالما وجدت نفسي خلالها وفي كل هذه المستشفيات أجلس في مقاهيها الصغيرة أتناول كوب قهوتي الصباحية، في هذا التوقيت تحديداً: السادسة فجراً!

البارحة وكأنني أقرأ في كتاب مذكرات، خرجت من غرفة المعاينة حيث تركت والدتي تستريح بعد أن تلقت جرعة الدواء اللازمة، وذهبت مباشرة للمقهى، طلبت كوب القهوة ونقدت النادلة ثمنه، ثم جلست أمام الواجهة الزجاجية الضخمة التي تشكل الجهة المطلة على الشارع من المستشفى بانتظار قهوتي، بدا لي المكان مألوفاً وكأنني في حياة أخرى كنت هنا، جلست في المكان نفسه، وعلى وجه التحديد كانت الطاولة خشبية وعتيقة أيضاً!! إنها الذاكرة التي لا تكف عن اختراع حيلها معي!

للخشب رائحة مميزة أعرفها جيداً، أنا المتحدرة من عائلة اشتغل أحد أفرادها بصناعة السفن ورحل إلى غابات آسيا لانتقاء أجود الأخشاب من الهند والباكستان وكمبوديا، أسهم ربما في الإضرار ببعض الأشجار، لكنه أعلى في بنيان صناعة عريقة ذات تقاليد راسخة في دبي ومدن ساحل الخليج، ليتوارث أبناء خالي المهنة عن والدهم لاحقاً، وليصير عالم الخشب والسفن ملعبهم ومهنتهم!

وفي الوقت الذي تنقل فيه والدي بين السفن لعشرات السنين كنوخذا لا يشق له موج، وقفز جدي من على ظهر سفن عديدة إلى أعماق البحر غواصاً لا يهاب ظلمات الموج، جئت أنا من رحم الموج ومن أصلاب هؤلاء الأسلاف فارتبطت بالبحر وبرائحة الخشب، لذلك أعرف أي رائحة يرسل الخشب إذا ارتطم بالموج، وأي عبق ترسله تلك الطاولات والمقاعد الخشبية حين يبللها مطر الصباحات في المقاهي الصغيرة التي لطالما جلست عليها في مدن وقرى بعيدة بلا عدد، الذاكرة هويتي وأرشيف المكان: لا تنسى ولا تتوارى!!

رائحة القهوة وهي تحمص على مهل في مطبخ أمي لا تنافسها رائحة قهوة ستاربكس ولا قهوة كوستا، لكنها القهوة التي إذا لفحت ذاكرتك استدعت المرة الأولى التي مررت بها ذات صباح باكر وفتاة صينية تعدها سريعاً في ركن صغير للعابرين سراعاً في ممر تحت الأرض قاطعين الطريق من الفندق للمستشفى، وكنت معهم يومها، في مدينة روشستر الأميركية منذ أكثر من 25 عاماً!