أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

السادسة صباحاً.. قبل القهوة بقليل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-07-2018

البارحة فجراً، وأنا أجلس في مقهى أحد مستشفيات دبي الخاصة، استعادت ذاكرتي العديد من المشافي في أوروبا وأميركا التي نزلت فيها مرافقة لوالدتي في رحلات علاجها الطويلة والممتدة لسنوات وسنوات، ولطالما وجدت نفسي خلالها وفي كل هذه المستشفيات أجلس في مقاهيها الصغيرة أتناول كوب قهوتي الصباحية، في هذا التوقيت تحديداً: السادسة فجراً!

البارحة وكأنني أقرأ في كتاب مذكرات، خرجت من غرفة المعاينة حيث تركت والدتي تستريح بعد أن تلقت جرعة الدواء اللازمة، وذهبت مباشرة للمقهى، طلبت كوب القهوة ونقدت النادلة ثمنه، ثم جلست أمام الواجهة الزجاجية الضخمة التي تشكل الجهة المطلة على الشارع من المستشفى بانتظار قهوتي، بدا لي المكان مألوفاً وكأنني في حياة أخرى كنت هنا، جلست في المكان نفسه، وعلى وجه التحديد كانت الطاولة خشبية وعتيقة أيضاً!! إنها الذاكرة التي لا تكف عن اختراع حيلها معي!

للخشب رائحة مميزة أعرفها جيداً، أنا المتحدرة من عائلة اشتغل أحد أفرادها بصناعة السفن ورحل إلى غابات آسيا لانتقاء أجود الأخشاب من الهند والباكستان وكمبوديا، أسهم ربما في الإضرار ببعض الأشجار، لكنه أعلى في بنيان صناعة عريقة ذات تقاليد راسخة في دبي ومدن ساحل الخليج، ليتوارث أبناء خالي المهنة عن والدهم لاحقاً، وليصير عالم الخشب والسفن ملعبهم ومهنتهم!

وفي الوقت الذي تنقل فيه والدي بين السفن لعشرات السنين كنوخذا لا يشق له موج، وقفز جدي من على ظهر سفن عديدة إلى أعماق البحر غواصاً لا يهاب ظلمات الموج، جئت أنا من رحم الموج ومن أصلاب هؤلاء الأسلاف فارتبطت بالبحر وبرائحة الخشب، لذلك أعرف أي رائحة يرسل الخشب إذا ارتطم بالموج، وأي عبق ترسله تلك الطاولات والمقاعد الخشبية حين يبللها مطر الصباحات في المقاهي الصغيرة التي لطالما جلست عليها في مدن وقرى بعيدة بلا عدد، الذاكرة هويتي وأرشيف المكان: لا تنسى ولا تتوارى!!

رائحة القهوة وهي تحمص على مهل في مطبخ أمي لا تنافسها رائحة قهوة ستاربكس ولا قهوة كوستا، لكنها القهوة التي إذا لفحت ذاكرتك استدعت المرة الأولى التي مررت بها ذات صباح باكر وفتاة صينية تعدها سريعاً في ركن صغير للعابرين سراعاً في ممر تحت الأرض قاطعين الطريق من الفندق للمستشفى، وكنت معهم يومها، في مدينة روشستر الأميركية منذ أكثر من 25 عاماً!