أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من انخفاض مستويات مادة في الدم، مسؤولة عن حرق الدهون وإنتاج الطاقة في جميع أنحاء الجسم.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب، جامعة ستانفورد الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Proceedings of the National Academy of Sciences) العلمية.
وأوضح الباحثون أن دراستهم رصدت تأثيرًا لمرض الاكتئاب على المصابين به، يتمثل في نقص مستويات مادة “الكارنيتين” أو L-Carnitine، في دمائهم.
وأضافوا أن “الكارنيتين” هي عبارة عن مركب شبيه بالأحماض الأمينية، ينتجه الجسم بشكل طبيعي، كما أنه متاح على نطاق واسع كمكمل غذائي في الصيدليات، أو في المصادر الغذائية الحيوانية كاللحوم بأنواعها والأسماك والحليب ومنتجات الأجبان.
ويساعدُ “الكارنيتين” في عملية التمثيل الغذائي للدهون، وتحويلِ الدهونِ في الجسمِ إلى طاقة، وذلك عبرَ نقلِ الأحماضِ الدهنيةِ من الدمِ إلى الخلايا، كما يساعد على تقليلِ تأثير الشيخوخةِ على الخلايا، ويستخدمُ أيضا كمنشط للدماغ، نظراً لقدرته على تحسينِ الانتباه ودعمِ الخلايا العصبية.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون مجموعة من الرجال والنساء، تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 70 عامًا، تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب.
وتم فحص هؤلاء المشاركين من خلال استبيان مفصل وتقييم سريري، بالإضافة إلى إجراء اختبارات للدم، لقياس مستويات “الكارنيتين” لديهم.
ووجد الباحثون أن مرضى الاكتئاب المتوسط إلى الحاد يعانون من انخفاض كبير في مستويات مادة “الكارنيتين” في الدم، مقارنة مع غير المصابين بالاكتئاب.
ووجد الباحثون أيضًا أن مستويات “الكارنيتين” في الدم منخفضة للغاية، بين الرجال والنساء، بغض النظر عن العمر.
ووصفت الدكتور ناتالي راغون ، قائد فريق البحث، نتائج الدراسة بأنها “إضافة مثيرة لفهمنا لآليات مرض الاكتئاب”.
وأضافت: “بصفتي طبيبة نفسية، فقد عالجت العديد من الأشخاص من هذا الاضطراب، لكن العلاجات الدوائية الحالية فعالة لحوالي 50٪ فقط من المصابين”.
كانت منظمة الصحة العالمية كشفت، في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 300 مليون حول العالم يتعايشون حاليًا مع الاكتئاب.
وحذرت المنظمة من أن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بأكثر من 18% بين عامي 2005 و2015. –